رسالة اليوم

23/07/2020 - الأولويَّة لملكوت الله

-

-

لِذلِكَ مَنَعَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقِكُمُ النَّدَى، وَمَنَعَتِ الأَرْضُ غَلَّتَهَا. (حجي10:1)

  

أرسلَ الربُّ النَّبي حجّي لإيصال رسالة قاسية إِلَى زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا- وَإِلَى يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ، بخصوص بناء بيتِ الربّ، الذي وضعه اليهود جانباً. حانَ الوقتُ لإعادة البناء لكنَّهم لم يهتمّوا إلّا لبناء منازلهم. لذلك عندما رأى الربُّ الرُّوح الجَشعة لشعبهِ، صنعَ آياتٍ يُمكن أن تكون دروسًا لنا اليوم بالتأكيد.

كان من المفترض أن يصعد اليهود إلى الجبال، ويُحضِروا الخشبَ لبناء بيت الله. لو فعلوا ذلك، لرضيَ الربُّ عليهم وتمجَّد (حجي 1: 8) ونتيجة لذلك، لسكبَ عليهم رخاءً. اليوم، يعيشُ الكثيرون في الخِداع لأنَّ طلبتهم هي الازدهار، في حين أنَّ الإنجيل- بيت الله القدير- لا يزال بعيدًا عن قلوبِهم. من الضَّروري أن نجعل النّاس يفهمون الخطّة الإلهية، ليكونوا شركاءً في عمل الربِّ.

لقد زرعوا في الموسم المناسب وفي الأراضي الخصبة. ولكن لأنّهم لم يميلوا قلوبهم إلى العمل الإلهي، فقد حصدوا عدم الوفرة. وكانت العقوبة أكبر: عندما أحضروا إلى منازلهم القليل الذي استطاعوه، نفخه الربُّ بعيداً (الآية 9). يحدث هذا مع العديد من النُّفوس: أولئك الذين يعيشون بأنانيةٍ، دون تخصيص وقتٍ لبيت الله، يتلقّون نفس المعاملة من الربّ.

الله لا يُشمخ عليه (غلاطية 6: 7). أولئك الذين يزرعون حسب الإرشاد الإلهي يحققون نتائج جيِّدة ودائمة. أمَّا الحكماء في أعين أنفسهم وأشرار في عيون الربِّ، فسيدركون أنَّ الحصاد هزيلٌ دائماً ومؤقّت. والعليُّ لن يدعَ أولاده يَخزون لأنَّ الأولوية لديهم يجب أن تكون هي ملكوت الله وبرُّه دائماً. ضع عمل الله في قلبك كأولويَّة وسترى أنَّ كلَّ الأشياء الأخرى ستُزاد لك (متى33:6).

يمنح الله شعبه كلَّ ما يحتاجونه ليحقِّقوا أحلامهم، ولكن فقط عندما يقومون بعمل الربِّ أوّلاً. تصرَّف النَّبي بجرأة عندما قال الحقيقة للحاكم ولرئيس الكهنة. بعد ذلك لن يكون لديهم أعذار لأفعالهم. ومع ذلك فإنَّ هؤلاء الرِّجال الجَشعين لم يهتمُّوا بالوحي الإلهي، لذلك أمرت السَّماء بحجبِ النَّدى والأرض بمنعِ ثمارها.

اسمح للرُّوح القدس أن يفتح ذهنك دائماً، وسيقدِّم الإنجيلُ لك المزيدَ من الثِّمار. أفضل شيءٍ هو أن يكون الربُّ راضٍ عن أفعالك، لأنك حينها ستحصل على مساعدته. الذي يفي بالوصيّة يُثبِت أنّه يحبُّ الله. حان الوقت لتقييم الاهتمام الذي توليه للإنجيل. ماذا فعلتَ من أجل عمل الربِّ؟ ما الذي يخطر ببالك عندما تعشِّر؟ هل تدفع العُشر بفرح أم لمجرَّد أنّها وصية؟ هل تموِّل الكرازة؟ ضَع في اعتبارك أنَّ أفضل شيء هو أن تكون شريكًا في عملِ الربِّ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز