رسالة اليوم

18/07/2020 - مخاطر ابتعاد النَّبي عن خِدمتهِ

-

-

فَقَالَ لَهُمْ: «خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ، لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ». يونان12:1


قصَّة يونان مليئة بالدُّروس التي تعلِّمنا كيفيَّة التَّصرّف بحكمةٍ وعدم عصيان أوامر الربِّ. هربَ هذا النَّبي لينقذ حياته لأنَّه ظنَّ أنَّ الله كان يقصد هلاكه بيَدِ الآشوريين البَربر. ولكن كان الأمرُ عكس ذلك: أراد الله القدير إنقاذ هؤلاء النّاس، ويونان فقط كان مهيَّئًا لمثل هذه المهمَّة. فلعلَّك ترتكب نفس الخطأ اليوم.

يقول كينيث هيجين في بعض كتبه: إنّ هناك إرادة الله الكاملة وإرادة الله المُتسامحة. فالله لديه التزامٌ مع الإنسان من خلالِ إرادته الكاملة؛ أمّا في المتسامحة، فالإنسان يتحمّل عواقب تمرّده. العدوُّ لا يهتم إذا كنت لا تزال في الكنيسة أم لا. في الواقع، لا يريدك أن تكون مخلصًا للمهمَّة التي منحها الربُّ لك. وتحقيقاً لهذه الغاية، سوف يُظهر لك الشِّرير ألف سبب لإبعادك عن يد الله القدير. لذلك لا تبعد عن دعوتك.

إذا دعا الله أحد شركاء الخدمة، فقد تعاني الاخويّة كلّها من جرَّاء تصرُّف ذلك الشَّخص. لذلك، من الأفضل عدم التعلُّق بشخصٍ تمَّ تكليفه ومسحُه من قبل الآب ليعظ الكلمة الطيّبة. فالذين يفرُّون من الخالق لا ينجحون أبداً، والذين يعطون لهم المأوى أو الشَّركة، وإن كان ذاك دون معرفة، يدفعون ثمناً باهظاً. لو لم يُلقَ يونان في البحر، لضاعت تلك النُّفوس. وهذا خطير جدّاً!

تسبَّب تمرُّد ذلك النَّبي في حدوث أشياء كثيرة خاطئة لمن حوله. ومن الأمثلة الجيّدة على ذلك ما حدث للذين انضمّوا إلى قورح وداثان وأبيرام في عصيانهم على موسى، الذي اختاره الربُّ: لقد هلكوا مع المتمرّدين (العدد 16: 1-35). اليوم، حدث شيءٌ مماثل مع العديد من الذين انضمُّوا إلى الناس الذين يعارضون القرارات الإلهية. احترس! عندما لا يكون النَّبي في مكانه المناسب، فإنَّه يشكِّل خطراً على من حوله.

عندما يكون هناك تمرُّد في الكنيسة، يحدث الكثير من الأشياء السَّيئة، حتى الطلاق والانفصال، قد يتبع أطفال الزَّوجين طريق الشَّر ثمّ يعتقد الأب أو الأم أنَّ كلَّ ذلك حدث بسببه. كم سيكون الثَّمن الذي يتعيّن عليهم دفعه في يوم الدَّينونة! بغضِّ النّظر عن مدى قوَّة صداقتك مع شخصٍ ما، يجب أن تحبَّ الله أكثر من ذلك الشَّخص. علاوةً على ذلك، فإنَّ مصير الذين يرتبطون مع الشَّخص المطلَّق مأساوي لأنّهم سوف يتحمَّلون نفس الخطيئة التي يرتكبها المتمرِّد.

أولئك الذين يقدِّسون أنفسهم للوفاء بالخطة الإلهية هم دائمًا بركة للذين استجابوا لها. لأنَّهم يعيشون حقًا مشيئة الله الكاملة، فإنَّهم يصلُّون من أجل الجماعة، وبالتالي يباركهم الربُّ. ولكن، عندما تكون القيادة مغموسة في الخطيئة، فإنَّ الجماعة كلّها تعاني. لذلك، قدّس نفسك وكن مطيعًا للآب السَّماوي.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز