وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأَبَدِ. وَأَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالإِحْسَانِ وَالْمَرَاحِمِ. 20أَخْطُبُكِ لِنَفْسِي بِالأَمَانَةِ فَتَعْرِفِينَ الرَّبَّ. (هوشع2: 19-20)

بالنِّسبة لله، فإنَّ الانضمام إلى عائلته يشبه الزَّواج. يعلن الخالق في كلمته أنَّه يكره الطّلاق (ملاخي16:2). لذا، بغضِّ النّظر عمَّا حدث، اذهب إليه واعترف بخطيتك. مثل زكا، اجعل الأمور في نصابها الصَّحيح مع الشَّخص الذي خدعته والربُّ وعد بأن لا يبعدك عنه. لا يمكن فصلُ أحد عن الله رغماً عن إرادته، لأنَّ الله قد اتَّخذ قراره بالفعل: ارتباطه بنا أبدي.

لقد استخدم اللهُ هوشع ليعلِّمنا دروساً قيمة. يجب أن يفهم الذين يشعرون برفض الربِّ لهم، أنه فعل كلَّ هذا لمساعدة الذين قادهم الشَّيطان إلى الخطأ وأقنعهم لاحقًا بأنَّ الله لن يغفر لهم أبدًا. إذا كانت هذه هي حالتك، صلّ الآن، واشكر الآب على رحمته التي لا تنتهي. الله يحبك، لذلك سوف يركل جانباً خطاياك مهما كانت ثقيلة
.(أشعياء22:4)

لقد تمَّ ارتباطنا مع المخلِّص بالاستقامة والعدل من خلال عمل يسوع على الجُلجلة. دفع يسوع ثمناً باهظاً، لقد وهبَ حياته لنا (أشعياء53: 4-5). لذلك، كلُّ من يؤمن، على الرُّغم من خطاياه، يجب ألّا يسمح للشَّيطان بإقناعه أنه لا يوجد طريق آخر يمشي فيه إلّا الذي يؤدي إلى الهلاك. أنت مرتبط بالفعل مع الربِّ، لذلك إذا اعترفت بخطأك ورجعت عنه، فلن يبعدك الله أبداً.

العمل الذي حرَّرك من العدوِّ قد أكمل تماماً. لذلك، قد دُفِع ثمن خطاياك الماضية. ولكن إذا وقعتَ في الخطيئة مرَّة أخرى، فتُب حالاً، اقبل مغفرته وارجع إليه. قوَّة أبينا هي معك لتنقذك من فخِّ الصَّياد (مزمور3:91). من الآن فصاعدًا، ما ستفعله بهذا الوحي سيحدِّد مستقبلك الأبدي. لذلك ارجع عن كلِّ ذنوبك في الحال.

يعلن الربُّ أيضًا أن زواجه منّا قد حدث في لطفٍ ومحبًة ورحمة. لم يبحث عن شيءٍ جيّد فينا لكي يخطبنا إليه؛ ولكن رغم علمه المُسبق عنّا، فقد ارتبط بنا. لذلك، استخدم كلَّ رحمته. والآن نحن ننتمي إليه. فليقل الشيطان كلَّ ما يريد، أمّا اتحادنا مع الخالق فسوف يستمرُّ إلى الأبد.

أخيرًا، يعلن الربُّ أنه قد قبلنا كجزءٍ من كينونته بإخلاص؛ لذلك لن يتخلَّى عنّا الآن، ما يتعيَّن علينا فعله هو أن نتعرَّف عليه باعتباره نِصفنا الذي يقدِّرنا ويحبُّنا. الله رائع حقاً، أليس كذلك؟

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز