رسالة اليوم

02/07/2020 - شكّل الله أرواحَنا

-

-

«قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ.

جَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ». إرميا5:1
الإنسانُ هو أكثرُ بكثيرٍ من ثمرة العلاقة بين الرَّجل والمرأة. إنّه جزءٌ من
خطة الله وتدبيرِه، الذي خلقه كاملاً- كلُّ ما يحتاج إليه الإنسان هو اختبار الميلاد
الجديد في المَسيح. عندما يحدث هذا، يكتسبُ شروطاً لتولّي المهمَّة التي أوكلَها
إليه الخالق، وهو العملُ الذي شكَّله الله من أجلِه. الربُّ كاملٌ في ما يفعل! ما
يتعيَّن علينا القيام به هو التّخلّص من حالتِنا السَّاقطة بسبب خطيئة آدم.
في هذه الآية، يقول الله لإرميا أنّه هو الذي شكّله ليكون نبيّاً. لقد شكَّل
الربُّ روح الإنسان- كيانَه الفِعلي. يقول الربُّ أيضاً أنّه يعرفنا قبل أن يشكّلنا.
هذا يعني أنّه صمَّمَنا ورأى أننا سنخرج بالطريقة التي خطَّط لها بالضَّبط. فنظر
إلى الأمام وخلقنا على صورتهِ. هذا رائع جداً!
تُزرع البذور التي تنشِئ شخصاً ما من قِبَل الأب وبعد ذلك يتطوَّر في
رحمِ الأم. من ناحيةٍ أخرى، قال القديرُ: قبل أن شكَّلتك في الرَّحم عرفتك. هنا
يتحدَّث الربُّ عن وجودنا الفِعلي: الرُّوح. لا يهمّ إذا كان الفِعل الذي يشكِّل
شخصًا جديدًا يحدث من خلالِ حياةٍ زوجية أو خارجَها. من فَعَلَ ذلك بطريقةٍ
خاطئة، فسوف يقدِّم حساباً للربِّ عن أفعالهِ الخاطئة. يكمنُ الفرق في حقيقة أنَّ ما
وُلِد من الجسَد هو جسَد، وما يولد من الرُّوح هو روحٌ (يوحنا6:3).
تبدأ حياةٌ جديدة في جزءٍ صغيرٍ من الثّانية عندما يلتقي الحيوانُ المَنوي مع
البويضة، يشكِّل الربُّ روحَنا بكلِّ قدرة لتنفيذ خطَّته. بالتأكيد ليس لدينا كلُّ
المعلومات حول هذه العملية، ولكن أهمّ شيءٍ يجب أن نعرفه هو أنَّ الله كائنٌ،
حتى قبل أن تبدأ حياتنا- فحياتنا تنبع منه.
أونان أحد أبناء يهوذا، تزوَّج وفقاً للشَّريعة من زوجة شقيقهِ عير الذي
أماته الربُّ لكونه شرّيراً. (التكوين 7:38). أمّا أونان فكان يُفسِد على الأرضِ
عندما يعاشرُ زوجة شقيقه لئلّا يُعطي ذريّة لأخيه. ما فعله كان شريرًا في عيني

الربِّ. فأماته الربُّ أيضاً (آية ٩ ، ١٠). ماذا عن الأزواج الذين لا يريدون
إنجابَ الأطفال؟ هذه مسألة مهمّة يجب أخذها في الاعتبار، لأنَّ الأطفالَ هم
ميراثٌ من الربِّ (مزمور 3:127)
يجب على الأطبّاء الذين يقومون بالإجهاض أن يفكِّروا في ذلك. لأنّ الله
يخلقُ الحياة في رحمِ الأمّ، ولكن أحياناً قبل ولادة الطفل، يعتقد بعضُ الأطباء أنَّه
يحقُّ لهم التّدخل في خطة الله، فيقتلون الجنين. ماذا سيحدث للمشرِّعين الذين
أقرُّوا قوانين مؤيّدة للاجهاض أو للقضاة الذين أذِنوا بهِ عندما نأتي أمامَ الربِّ
ونقدِّم حساباً لجميع أفعالنا في يوم الدَّينونة؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز