رسالة اليوم

29/06/2020 - حماقةٌ بشرية

-

-

كَلاَمُ الْجَامِعَةِ ابْنِ دَاوُدَ الْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ:

بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ. مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَان 
مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ الَّذِي يَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ؟ (جامعة1: 1-3)
لقد سيطرَ الغرورُ على الإنسانية وحدَّد طريقها. يعيشُ النَّاس لتحقيقِ المزيدِ
من الأشياء لإثبات أنَّهم أفضل من الآخرين. يكرِّسُ بعضُ النّاس حياتَهم للدِّراسة،
لأنّهم يريدون أن يُثنى عليهم بسببِ معرفتِهم؛ يرتدي الآخرون ملابسَ بطريقةٍ
تجعلهم يُمدَحون لأجلِ أسلوبهم. ولكن لماذا يُبذَل الكثيرُ من الجُهد في أشياءٍ غير
مهمَّة ويُمتنع عن تبعية الكثير من العطايا الصّالحة والضَّرورية التي تأتي من
الإشتراك في عملِ الله؟
لقد دفعَ السَّعي وراء المعرفة الكثيرَ من النّاس إلى قضاء حياتهم بأكملِها في
الدِّراسة. بالطبع لا حرجَ في إثراء سيرتك الذاتية. ولكن عندما يكون كلُّ ما تفكر
فيه هو التَّعلم، فقد يكون ذلك علامة على أنَّ شيئًا ما غير صحيح. نحنُ
المسيحيّون، نحتاج إلى إيجاد التّوازن في حياتنا أيضاً. نعلم أنه يجب علينا قراءة
الكتاب المقدَّس بشكلٍ يومي، ولكن يجب علينا أن نتذكّر أنّنا نعيشُ في هذا العالم
أيضاً، لذلك نحنُ بحاجة إلى العملِ لكسبِ لقمة عيشنا.
للحصول على المزيد من الأشياء- هذا هو الشّعار المحفور في قلوب
الكثيرين. الغرورُ يدفع النّاس لتتبّع الممتلكات الماديّة. فمن أجلِ كسبِ المزيدِ،
يعمل بعضُ النّاس حتى الإرهاق، فيتخلَّون عن ملذّات الحياة والأنشطة التّرفيهية.
لقد خلقَ الربُّ الأشياءَ الجيِّدة ليتمتَّع بها الجميعُ، ولكن عندما يتغلَّب روحُ الغرور
على قلوبِنا، نُصبح عمياناً ولا نرى ما يريد الله أن يرينا إيَّاه.
هناك أيضًا بعضُ الذين ينفقون كلَّ طاقتهم وأموالهم على السِّلع الماديّة،
لأنَّهم يشعرون بالإنجاز عندما يشيدُ بهم شخصٌ ما بسببِ ممتلكاتهم، وفي كثيرٍ
من الأحيان يدفعون ثمنًا باهظًا لشيءٍ واحدٍ لمجرَّد تصميمهِ من قِبل فلانٍ من
النّاس، وليس بسببِ الجودة. لكنَّ الحياة لا تتكوَّن ممَّا لدينا؛ بالحري من إخلاصِنا

للربِّ الإله. يمكن أن تكون الممتلكات المادية نعمة أو نقمة، اعتمادًا على ما نقوم
به من أجل الحصول عليها.
أدَّت حاجة البعض إلى الانتماء إلى مجموعةٍ من الناس إلى احتقار
الكثيرين، الذين هم ليسوا فقط صورة الله، بل يُمكن أن يكونوا ذات يومٍ في وضع
المساعدة لهم (الحياة دوّارة). لذلك أيَّها الإخوة، لا تسمح لروح الغرور أن يجعلك
تميِّز بين النَّاس على أساسِ العِرق أو الثقافة أو أيِّ سبب آخر. يجب أن نخاف
الربَّ في جميع الأوقات.
الله يَعِدنا بتسديد جميع احتياجاتنا حسبَ غناه في المَجد. يقول أيضًا، إن
أردنا، فسنأكل خير الأرض (إشعياء19:1). فلماذا يجب بذل الكثير من الجهد في
السَّعي لتحقيق الجمال أو التعليم أو الثروة؟ وقد أدّى غرور بعضهم ليكونوا
الأفضل والأثرى إلى الطّمع وحتى ارتكاب الجرائم. لا تدع الشَّيطان يخدعك.
اختر ما يأتي من الربِّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز