رسالة اليوم

26/06/2020 - نصيحة الضَّعيف

-

-

فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: «أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ. (أيوب9:2)

لا يستحقُّ الجميعُ اهتمامَنا، لأنَّهم سوف يُلحقون بنا ضررًا كبيرًا إذا اقتدينا
بهم. قد يحدثُ هذا داخل عائلتنا، أو مع الأصدقاء المقرَّبين وفي الكنيسة، بما في
ذلك خدَّام الله. في الواقع، ليكن كلُّ إنسانٍ كاذب والربُّ وحده الصَّادق، إنَّ أفضل
ما يجب عمله هو عدم الالتفات إلى مشورة الإنسان، بل إلى الآبِ السَّماوي.
قصَّة أيوب واحدة من أكثر المَلاحِم حزناً وهي الأجمل في نفسِ الوقت.
والذين يقرأونها دون اهتمامٍ بالتّفاصيل سوف يلومون الله بسببِ استماعِه لِما قاله
الشَّيطان. ولكن الحقيقة هي أنَّ ما يزرعه الإنسان، فإيَّاه يحصد أيضًا (غلاطية
٦: ٧). كان أيوبُ بِلا لومٍ ومستقيمٌ بالفعل. كان يخاف الربَّ ويتجنَّب الشَّر. لكن
دون أن يدرك، ترك الشَّيطان يغرس الخوف في قلبه وكان ذلك سبب كلِّ محنتهِ.
لعنةٌ بلا سببٍ لا تأتي (الأمثال ٢٦: ٢). إذا حدث شيءٌ في حياتك، فابحث
عن السَّبب واذا اكتشفتَ أنَّك قد أعطيتَ الشَّر موطئ قدمٍ لمهاجمتِك، فعليك أن
تسوِّي الأمرَ مع الربِّ ومع الذي أسأتَ إليه لأنَّ هذا هو السَّبيل الوحيد لإغلاق
الباب أمام العدوِّ. ولكن إذا بقيتَ صامتًا، فسوف يضعف هيكلكَ. يقول الكتاب
المقدَّس: من يكتم خطاياه لا ينجح (الأمثال 28: 13 أ).
كانت معاناة أيوب شديدة. في البداية لم يفهم ما كان يحدث. تصرَّفت
زوجته بجنونٍ عندما أخبرته أن يجدِّف ويموت (أيوب ٢: ٩). يعتقد بعضُ النَّاسِ
أنَّ الموت هو نهاية المعاناة، ولكن في كثيرٍ من الحالات تبدأ المعاناة الحقيقيَّة بعد
وفاة الشَّخص. يا لها من نصيحةٍ حمقاء! كيف يُمكن التَّجديف على مانح البركات؟
يجب أن يخبرها كي تمتحنَ نفسها.
من أفواه النَّاس الذين لا يسلكون بالرُّوح، قد تأتي النَّصيحة الأسوأ. لذلك لا
تطلب المساعدة خارج الكلمة. الربُّ وحده هو القادر على توفير الإغاثة الحقيقية،
لأنّه بالإضافة إلى كونه قدوسًا، فهو يعرف كلَّ شيء ولا يُخبرنا أبدًا أن نفعل

شيئًا قد يسبِّب لنا أيَّ ضررٍ. لو أنَّ أيوب كان قد استجاب لما قاله العليُّ، لما ترك
الخوف يخيِّم عليه.
لا ينبغي على الضَّعيف تقديم النَّصيحة لأيِّ شخصٍ فيما يتعلَّق بإعلان الله؛
بالنِّهاية، لا يُنبِعُ ينبوعاً مياه عذبة ومُرَّة في الوقت نفسِه (يعقوب11:3). من لا
يملك الرُّوح القدس لا يستطيع التَّغلب على التّجارب، وبالتالي فإنَّ هذا الفرد
سوف يتسبَّب في ضرر كبير للشَّخص الذي ينوي مساعدته. حتى الذين هم في
شركةٍ مع الله يجب أن يفتحوا أفواههم فقط عندما يتلقّون الوحيَ من الربِّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز