فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟» فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ، (نحميا4:2)

لن يحصلَ الإنسانُ على شيءٍ، ما لم يُعطى له من السَّماء. وبالتالي فإنَّ
أفضل ما يجب فعله عندما تُقدّم فرصة لك هي الصَّلاة. صلّ في كلِّ حالٍ، وهكذا
لن تُحبَطَ خطة الربِّ لحياتك. في كثيرٍ من الأحيان أولئك الذين يتَّخذون
القرارات من تلقاء أنفسِهم يتعثَّرون في نهاية المَطاف. فقط الذين هم في
محضر الربِّ يعرفون ماذا يقولون؛ إلى أيِّ مدى يجب المُضي قدمًا، وفي بعض
الحالات، متى يتمُّ التراجع.
هناك قوَّة روحية دائماً وراء كلّ ما يحدث لنا. عندما يتعلَّق الأمر بالوفاء
بالوعود الإلهيَّة، الربُّ هو الذي يرشدنا. ولكن عندما تظهر المعاناة أو القيود،
فمن المؤكَّد أنَّ الشَّيطان هو الذي يهاجمنا. شهوة الشّيطان الكُبرى هي أن
يفصِلنا عن محبّة الله في المسيح يسوع. ومع ذلك فإنَّ الشَّر لا يمكن أن يؤذينا
إلّا إذا سمَحنا له.
النقطة الهامَّة الأخرى هي عدم رغبة أو قبول شيءٍ ليس من يد الله، لأنَّ
صاحب اليد المُرتخية يفتقر (الأمثال ١٠: ٤). يجب ألّا نحاول الاستفادة من
شيءٍ بعيداً عن الإيمان. لذلك تحقّق دائمًا ممَّا يُعرَض عليك إذا كان من الله أم
لا. إذا كان مصدره الربّ، ثِقْ أنَّ لا شيء سيمنعك من الحصول عليه، حتى لو
استدعى الجحيم كلَّ قواته لاختلاسِ البركة.
لا تستفيد من الخِداع أو الغِشّ. قالُ يسوعُ أنَّ كل من وُلد من الجسَد هو
جسَد (يوحنا 3: 6)، والجسَد لا ينفع شيئاً (يوحنا 6: 63). يجب أن تطلب ما
يأتي من الرُّوح فقط، والذي هو نتيجة اليد الإلهية في العمل وبذلك يكون
النَّجاح كليًا أيضاً، لا تتصرَّف مثل أحمقٍ، وتهدف في جميع الاتجاهات لمعرفة
ما يمكنك الحصول عليه. أفضل مسارٍ للعمل هو اتِّباع الإرشادات التي ستُعطى
لك والوصول إلى المكان الذي عيَّنه الله لك.

الصَّلاة إلى العليِّ هي أكثر من طلب شيءٍ ما، لأنك عندما تصلِّي تعلن أنك
تقبل ما يعطيك الربُّ إيّاه. لذلك لا تدع نفسَك تُحمل بالتَّسرع أو الكسَل. والشَّيء
الجيد هو أن تكون في شركةٍ مع الربِّ طِوال الوقت لأنك إذا قمتَ بذلك، ستصبح
شريكًا له وستعرف ما يجب فعله لإرضائِه. ثمَّ ستُعطى شهوة قلبك. ضَع في
اعتبارك هذا: أن يكون محضره أمامك دائماً وواجبك هو تبعيّته.
إنَّ الفهم الذي يعطيك الآب إيّاه فيما يتعلّق بإرادته لا يأتي إليك عن طريق
الصُّدفة، ولكن كإعلانٍ عمّا يريدُ أن يفعله من خلالك. أولئك الذين يؤمنون بما
يُخبِرهم إيّاه الله ويبدأون بالعمل سيكونون ناجحين دائماً. فلتكن الشَّخص الذي
يريد الله استخدامه، وفي النِّهاية سترى أنه كان على صوابٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز