رسالة اليوم

22/06/2020 - الملك الذي لم يتعلَّم درسه

-

-

3 فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لإِيلِيَّا التِّشْبِيِّ: «قُمِ اصْعَدْ لِلِقَاءِ رُسُلِ مَلِكِ السَّامِرَةِ وَقُلْ

لَهُمْ: أليس لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ
عَقْرُونَ؟ (2مل3:1)

لم يكن مصيرُ المتمرِّدين آخاب وإيزابل بمثابة درسٍ لابنهِما أخزيا، الذين
لم يتأثّر بمِثال العِصيان الذي فعله والديه واستمرَّ في نفس الخطايا التي ارتكبوها.
اليوم، عاشَ الكثيرون تجربةً مماثلةً، فعلى الرُّغم من أنّهم يَرون العدوَّ يدمِّر
العائلات، ومع ذلك لا يلجأون للربِّ. ممَّا لا شكَّ فيه، هناك سلطة من الجحيم
تهيمن على أُسَرٍ بأكملِها، لذلك نحن بحاجة إلى المسحَة الإلهية لكسرِ هذه العملية
الشِّريرة.
كان يمكن أن يكون لأحزيا مستقبلٌ مشرقٌ، لأنّه عاش في أيام النَّبي إيليّا.
كان يعرف بالتأكيد ما فعله إيليا لبلده عندما أغلق هذا النَّبيُّ السَّماء حتى لا يكون
هناك مطرٌ أو ندى لأكثرِ من ثلاث سنواتٍ ( 1الملوك 17: 1-7). كان يدرك
أيضًا مصير أنبياء البعل والصُّوَر الخشبية (1الملوك 18: 20-40). بأيّة حال،
من تهيمن عليه قوى الظلام لا يستطيع رؤية النُّور لأنّ الإنسان يستيقظ بواسطة
خلاص الله فقط.
سقط الملكُ آحزيا من طاقة غرفته العُليا وأُصيبَ. ورغم ذلك لم يطلب
المُساعدة من الإله الحقيقي بل اختار الصُّراخ إلى إلهٍ زائفٍ يُسمَّى بعل زبوب،
إله عقرون (الملوك الثاني 1: 2). كان هذا القرار بمثابة تصريحٍ بأنه لا يريد أن
يكون له أيّ علاقة بالربِّ القدير. الشَّر يخطف الأبصار، وعلى الرُّغم من أنَّ
الملك كان يعلم أنَّ أحداً لن يتلقَّ المُساعدة من هذا الإله الزَّائف، إلّا أنَّه لم يستطع
رؤية أنَّ العليَّ وحده هو القادر على منح البركة.

رَحم الله أخزيا وأرسلَ إيليا لإيجاد عبيد الملك عندما صعدوا إلى الشَّيطان
ليسألوه عمّا إذا كان حاكمهم سيُشفى أم لا. وعندما نقلَ الرُّسل الأخبار إلى

سيِّدهم، كان بإمكانه أن يطلب من نبيِّ الله أن يُصلّي من أجله، لكنّه تابع الطريق
الخاطئ. في الواقع، أرسل أخزيا رسلًا للبحث عن إيليا، لكن قصده لم يكن جيدًا،
لذلك هلكوا في النَّار التي سقطت من السَّماء.
وجاء الحكمُ بعد ذلك: الملك سوف يموتُ بسبب جروحهِ. يا لِعمى الإنسان
الخاطئ! في أيامنا هذه، رأينا الكثيرَ من الناس يطلبون المُساعدة من الشَّياطين.
وعلى الرُّغم من علمِهم أنَّهم لن ينجحوا، إلّا أنّهم لا يستيقظون ويرتكبون
الخطايا.
لماذا تتخلَّى عن الإله الحقيقي المحبّ الذي يريد أن يحرِّرنا من كلِّ الخِداع
والمعاناة؟ تذكّر أنَّ الذين يثقون في الربِّ ولا ينجرفون بأكاذيب الشَّيطان
سيكونون ناجحين دائماً (مزمور 128: 1)

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز