رسالة اليوم

20/06/2020 - بسببِ عدم الإستماعِ لصوتِ الله

-

-

وَكَانَتِ الْحَرْبُ طَوِيلَةً بَيْنَ بَيْتِ شَاوُلَ وَبَيْتِ دَاوُدَ، وَكَانَ دَاوُدُ يَذْهَبُ

يَتَقَوَّى، وَبَيْتُ شَاوُلَ يَذْهَبُ يَضْعُفُ. (2صم1:3)
سار أَبْنَيْرُ قائدُ الجيشِ ضدَّ خطة الله بعدما توفّي الملكُ شاول. لأنّه رفضَ
أن يسمع الصَّوت الإلهي. وهكذا يحدث الشَّيءُ نفسه في أيامنا: يعتقد الكثيرون أنَّ
الخِدمة هي ميراثٌ لأولادهم أو للذين يريدون السَّعادة ونتيجة لذلك ينحرفون عن
المَسار. كان صموئيل قد مسَح داود، وعلم شاول نفسه أنّه سيملك من بعده.
ورغم ذلك، سبَّب عناد أَبْنَيْرَ في أن يفقد الكثيرون حياتَهم. إنَّه لأمرٌ محزنٌ عندما
لا يتَّفق شخصٌ ما مع قرار الربّ!
هناك أناسٌ يدفعون ثمنًا مريرًا من أجلِ بهجة تسميتهم خدَّاماً لله. لا ينبغي
لأحدٍ أن يتبوَّأ موقعاً لم يعطيه إيَّاه العليُّ؛ بالنِّهاية، الآبُ كلِّي العِلم، لذلك فهو
يعرف لماذا يختار بعضَ النّاس للإهتمام بمصالحِه! كلُّ من يقوم ضدَّ قرار
السَّماء يعاني كثيرًا. ماذا سيقولُ للملك في اليوم العظيم؟
العملُ ينتمي إلى الربِّ، لذلك هو وحده صاحب القدرة ليضع شخصاً ما في
خدمته أو إخراجه منه. للشَّيطان يدٌ في كلِّ شيءٍ ينطوي على الكذب أو التلاعب،
وأيّاً كانت الأضرار النَّاجمة عن ذلك فهذا خطأ الذين تسبَّبوا بهِ. من الأفضل
لشخصٍ أن يتبع مِهنةٍ متواضعة بدلاً من أن يكون ملكًا يجلس على عرشٍ ليس
له. أولئك الذين يجرؤون على القيام بذلك سيعطون حسابًا بسببِ العثرات التي
سبَّبوها بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر.
في البداية، ماتَ 24 شابًا- إثنا عشرَ جنديًا من جيش أبنير و 12 جنديًا من
جيشِ يوآب- في الحربِ بسبب اقتراح أبنير الأحمق، والذي يقضي بأن 12 رجلًا
فقط من كلِّ جانب يجب أن يتقاتلوا. ثمَّ قُتل تسعة عشرَ رجلاً من رجالِ داود و
360 من منزلِ شاول، إضافة إلى عسَائيل، الذي كان خفيفُ القدمين مِثل غزالٍ
برِّي. استمرَّت الحربُ لفترة طويلة، وأُزهِقت أرواحٌ أخرى. بأيَّة حالٍ، لو تمَّ
احترام الإرادة الإلهيّة، لَما قُتل أيٌّ من هؤلاء النّاس.

أمَّا بالنِّسبة لك إن كنت تخاف العليَّ، فلا تدع أحداً يثير غضبك لأنَّ
المتنمّرين (البلطجية) لا يخافون الربَّ. فالذي يريده هؤلاء فِعلُ إرادتهم الخاصَّة
ببساطةٍ. أطِع القرارات الإلهية دائماً وهكذا لن تسمعَ عبارة الإدانة الأبدية من فم
الله، في اليوم الأخير. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟
(مرقس36:8)؟ حتى لو قدَّم العدوُّ لك العالم كلَّه، فلا تبِيع نفسك.
في النِّهاية، تمَّت مشيئة الله ولم يعِش أبنير حياةً طويلة، وكذلك الذين
ينغمِسون في الأخطاء. البداية السَّيئة تؤدي إلى نهايةٍ سيِّئة. فقط الذين يرضون
الله سيدخلون المكان الذي عيّنه الربُّ. سيصلُ الكثيرون من الذين لم يفعلوا ما
عُرضَ عليهم كي يفعلوه؛ بأيّة حالٍ، إنَّ الذين وقفوا في طريقهم سوفَ يعطون
حساباً عن ذلك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز