رسالة اليوم

19/06/2020 - سِرُّ حَنَّةُ

-

-

وَهِيَ مُرَّةُ النَّفْسِ. فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً، (1صم10:1)

يجب تحليلُ المِثال الذي وضعته حَنَّة واتِّباعه. لم تسمح لنفسِها بأن تُحمل
من الجانب الطبيعي للأشياء؛ بدلاً من ذلك، فعلت شيئًا حوّلها إلى بطلةٍ في
الإيمان. كلُّ شخص لديه فرصة للقيام بشيءٍ ما يجعله يبرز بين الآخرين. ورغم
ذلك، يترك الكثيرون أنفسَهم ليُهزموا بالإرهاق والمحاولات الفاشلة وعدم
استجابة الله. من ناحيةٍ أخرى، لا يمكن للذين يعيشون بالإيمان أن لا يحصلوا
على الإستجابة.
كان موقفُ حنَّة الإيجابي الأوّل هو النُّهوض والبحث عن الحضور الإلهي.
لا توجد مشكلة لا يستطيع حلَّها، أو ألم لا يستطيع شفاءَه أو وعدٍ لن يفيَ به. لذا،
انظر إلى ماهيّة صعوباتك- تلك التي ابتُليتَ بها- وقِفْ بشجاعةٍ واتّخذ الخطوة
الأولى بحزمٍ نحو الحلّ. إنَّ الوقوف بشكلٍ غير ثابتٍ وقبول ما يناقض الكلمة هي
مواقفٌ لن تقودك إلى أيِّ مكانٍ.
عندما تكون النَّفس مُرَّة، يكون الخلاصُ في متناول اليَد؛ عندما يكون اللّيل
في أحلكِ حالاتهِ، يكون الفجرُ أقرب. لذلك لا تنخدع بأكاذيب العدوِّ ولا تعطيه
الفُرصة لإحباط خِططك. كُن راسخًا في الإيمان ولا تندفع إلى ما يبدو صحيحًا،
ولكن إلى الحقيقة فقط. لم تبقَ حَنَّة جالسًة مُحبطًة، لكنَّها صعدت لتحقيق الخطة
الإلهية.
ما أرادته حَنَّة لم يكن الشِّجار مع زوجها ألقانة، أو مع زوجته الأخرى،
فننَّة. أرادت حلَّ مشكلتها من قِبل الربِّ. في الحقيقة، عرفت حَنّة أنَّ خطة الله لا
يُمكن أن تفشل بسبب عقمِها. يجب أن يحدث الشَّيء نفسه معك لأنَّ ما شعرتَ أنه
آتٍ من الآب هو ما يريد فِعله لإكرام ما قاله عنك. سوف يساعدك الخالق
وسيحقق إرادته في حياتك إذا اتخذت موقفاً أمامه.
لا حاجة لتعليم الربِّ لأنّه يعلم كلَّ شيءٍ. لو لم تصلّي حنَّة بإيمانٍ وعزمٍ،
وفتحت قلبها إلى درجة عدم وجود كلمات أخرى سوى الدُّموع، لّمَا حقّقت وعد

الله القدير. على الرُّغم من خطورة مشكلتها الجَسدية، فقد أدركت أنَّ الله الذي
أحبّته كان قوياً لتضميد جِراحها ويجعلها أمٍّ مُحِبة. استطاعت أن تحقِّق أمنيتها
لأنَّها صلَّت ولم تستسلم أبدًا.
يجب عليك أن تفعل الشَّيء نفسه! طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا.
(يعقوب16:5ب). أولئك الذين هم من الله قد تغلَّبوا على الجَسَد والخطيئة
والمؤامرات الجهنّمية الأخرى. اتّبع مثال حَنَّة؛ التي صلَّت رغم مرارتها
الرُّوحية. لا تدع أيَّ شيءٍ يمنعك من الوقوف بحزمٍ في الإيمان. سيكون العليُّ مع
الذين يؤمنون بقدرته على تحقيق العدالة والعمل.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز