رسالة اليوم

18/06/2020 - شخصيتان، وقراران

-

-

ثُمَّ رَفَعْنَ أَصْوَاتَهُنَّ وَبَكَيْنَ أَيْضًا. فَقَبَّلَتْ عُرْفَةُ حَمَاتَهَا، وَأَمَّا رَاعُوثُ

فَلَصِقَتْ بِهَا. (راعوث14:1)

يختلفُ كلُّ شخصٍ عن الآخرين بطريقةِ تفكيره. على الرُّغم من محبّة
عُرفة لحماتِها وبكائِها لأجلِها، إلّا أنها لم تُظهر الكثير من الحبِّ مثل راعوث. لا
شكَّ أنَّ هناك الكثير من النَّاس الَّذين يحبونّنا حقًا ولكن مصالحهم الخاصّة تتحدَّث
بصوتٍ أعلى أحياناً. يَوَدُّ بعضُ النّاس أن يروا الضَّالين يقبلون المخلِّص، لكن إذا
دعاهم الربُّ إلى حقلٍ الخِدمة، فإنَّهم سيقولون لا.
إنَّه لأمرٌ مدهشٌ أن نرى كيفَ ينخدِعُ النّاسُ بما يقدِّمه العالم! ربّما تأسف
عُرفة إلى الأبد عندما تدرك أنَّ راعوث قد اتَّخذت القرار الأفضل. وفي وقتٍ
لاحقٍ أصبحت راعوث جدَّة الملك داود والسَّلف لابن الله. لقد تخلَّت عمَّا بدا أنّه
لسعادتِها، لكنَّ الربَّ عرف كيف يكافئها. لذلك هل يجب أن يكونَ المرءُ مع جميع
الذين يحبُّون الله أكثر من أسرتِه، ومشاريعهم وأشياء أخرى! الربُّ سوف يعطيهم
إكليل الحياة (رؤيا 2: 10).
لا فائدة من رفع الصَّوت والبكاء أثناء الصَّلاة، لتقول للربِّ أنّك تحبُّه أوَّلاً؛
ما يهمُّ هو إثبات أنّك تحبُّه حقًا. تشبَّثت راعوث بنُعمي لأنّها كانت حسَّاسة لمحبة
الله. تأكد أنك ثابتٌ في الله القدير وافعل مشيئتهِ. من يخدمه بكلِّ إخلاصٍ سيعرف
مدى فائدة تحقيق مشيئة الله. لن يَخزى كلُّ من يثق بالربِّ أبداً.
لم تكن عُرفة سيِّئة، ولكنها كانت تسلك حسبَ الجسَد. والذين مِثلها لا
يتقدَّمون في الإيمان. فعندما تسيرُ أمورهم على ما يرام، يقفون إلى جانب الربِّ،
ولكن إذا انعكس الموقفُ ونشأت أزمةٌ ما، فإنَّهم يتخلَّون عن الذي يُمكنه
مساعدتهم، ويبحثون عن أشياء أخرى. يا له من عارٍ! لسنا مثل بعض الحيوانات
التي تبحث دائمًا عن دودةٍ لتتغذى عليها. نحن أناسٌ أوكلنا الربُّ لخدمة ملكوته.
قالت راعوث: شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي. حَيْثُمَا مُتِّ أَمُوتُ وَهُنَاكَ أَنْدَفِنُ.
(راعوث 1: 16 ب -17 أ). يا لَها من ثقةٍ في إله نُعمي! يالَها من رؤيةٍ امتلكتها

من الله العليّ! أن تتبع امرأةً عجوز، لم تفكّر هذه الكنّة في شبابِها، والذي يُمكن
أن يضيع. أولئك الذين يتمسَّكون بأشياءٍ طبيعية لا يحصلون على شيءٍ من
الخالق. كم عددُ الذين تمَّت دعوتهم للقيام بعملٍ رائعٍ، لكنَّهم لم يحققوا شيئًا اليوم؟
إذا أحبَّ أيُّ شخصٍ العالم، فإنَّ محبة الآب ليست فيه (1 يوحنا 2: 15 ب).
إذا قرَّرت أن تطيع الربَّ، فسوف تُثبِت أنَّ لديك ربحًا أكبرَ بكثيرِ من الذين
نخاذلوا ولم يستوفوا الأمر الذي أعطيَ لهم. الآبُ السَّماوي يدعونا ويهيّئنا
ويجهِّزنا ويُرسلنا؛ لكنَّ الكثيرين سيجدون شيئًا أكثر أهمية- بالنِّسبة لهم- يفعلونه
من الإيمان بكلمة الله ونتيجةً لذلك يخسرون فرصة كبيرة في حياتهم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز