رسالة اليوم

17/06/2020 - قلْ لا لاختيارات الإنسان

-

-

1 وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلُوا الرَّبَّ قَائِلِينَ: «مَنْ مِنَّا

يَصْعَدُ إِلَى الْكَنْعَانِيِّينَ أَوَّلاً لِمُحَارَبَتِهِمْ؟» (القضاة1:1)

من الأخطاء الكبيرة اعتبار عمل الله عملاً ذو طبيعة سياسيّة، لأنَّ الإنسان
لا يستطيع أن يقرِّر شؤون الربِّ. لا ينبغي لأحدٍ أن يخدع نفسه، معتقداً أنّه
لمجرَّد أن يكون الشَّخص مثقفًا أو متمرِّسًا أو موهوبًا، فهو مؤهّل لقيادة عمل الله.
يعطينا الكتاب المقدّس مثال أَلِيآبَ- الابن الأكبر ليسّى- الذي لم يختاره الربُّ على
الرُّغم من ظهوره كمثالٍ كامل لهذا المنصب؛ بالنِّهاية، ينظر الله إلى القلب (1
صموئيل7:16)
خاف بنو إسرائيل الربَّ بعد موت يشوع، وفي الوقت نفسه، من الحكمة
استشارة العارف بكلِّ شيء. فباتباع إرشاد الله، نكون أحراراً من ارتكاب
الأخطاء! إضافة إلى ذلك، الربُّ ليس ملتزماً بالشَّخص الذي يجعل نفسه قائداً أو
يتمّ اختياره من قبل الذين يحبونه. من لا يخاف الربَّ ينضمّ إلى الأنبياء الذين
دعوا أنفسهم؛ لكن بدون موافقة الآب السَّماوي، فإنَّ ما سيحدث لمثل هذه
"الخدمة" قد يكون كارثياً.
لا تتبع الذين يخونون خطة الله أبداً، لخلقِ كنيسته الخاصّة. يجب أن نتعلّم
من قصَّة داثان وأبيرام- الذين، بسبب تمرّدهم، ابتُلعوا مع أقاربهم عندما انشقّت
الأرض تحتهم بأمرٍ من الله (العدد16:.31-33). يهتمُّ الله بعمله، ولا يمكن لأحد
أن يتحدّاه. عندما يطلب الربُّ من أيِّ شخص مغادرة الكنيسة وإنشاء خدمته
الخاصة، ستُستخدم الكنيسة لمباركة مثل هذا العمل الإلهي.
عندما يقرِّر أحدُ أعضاء الكنيسة المغادرة ثمَّ يبحث عن أعضاءٍ من
جماعته السّابقة، في محاولة لإقناعهم بحضور "كنيسته" القريبة، فإنه يُظهِر أنَّ
موقفه ليس من الله، لأنَّ الربَّ ليس إله تشويش. (1كورنثوس3314). يمكن قولُ

الشَّيء نفسه عن الذين ينتقدون الكنائس الأخرى أو "يقومون" بعملهم من خلال
الإشارة إلى أخطاء الآخرين. هل يخاف هؤلاء الناس العليَّ حقًا؟
لم يطلب الإسرائيليون من الربِّ معرفة الخليفة، بل من سيحاربون أوَّلاً.
كانت رؤيتهم للمملكة، وليست عن الأنانية أو المصلحة الذاتية. من يفكِّر في نفسه
فقط لا يفعل الصَّالح، لأنَّ معركتنا ضدَّ قوى الظلام (أفسس12:6). علاوة على
ذلك، ماذا سيحدث للذين يدخلون المعركة دون أن يتمَّ استدعاؤهم؟
هل يُمكن لله أن لا يحسب الأمور بشكلٍ جيّدٍ عندما دعا شخصًا واستخدمه
لأداء عمله، والآن لأنّها لم تكن خطوة جيدة، كلَّف "شخصًا مستنيرًا" لتصحيح
الموقف؟ من دون أيّ شك، فإنّ الذي يطلب الطلاق، مثلا، يسعى لمصالحه
الخاصة! كذلك أيضاً، إنَّ الربَّ الإله لم يدعو شخصًا أبدًا للقيام بنفس العمل
المفوّض إلى خادم آخر. إذا كانت الدَّعوة له، فلن تتحقق كلمة يسوع، فلا أحد
يضع نبيذاً جديداً في زقاقٍ قديم (لوقا37:5).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز