رسالة اليوم

16/06/2020 - مفتاح النَّجاح

-

-

مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ

وَالأَدَبَ.(أمثال7:1)

استخدم الربُّ سُليمان، بحسبِ مراحمه، ليشرحَ الحاجة إلى احترام كلمة
الله- وهذا الاحترام يُترجم إلى طاعة وصايا الله، والخضوع أمام الربِّ في كلِّ ما
يقوله، وقبول إعلاناته باعتباره الحقّ العُلوي. في الأعداد 2 إلى 6 من الفصل
الأول من سفر الأمثال، يتحدَّث سُليمان عن أولويات تحقيق النَّجاح، ولا يمكن أن
يحصل عليها إلَّا الذين يخشون الربَّ.
لن يتمتَّع أحدٌ بالحكمة والمعرفة الحقيقية إن كان يحتقر ما يعلنه الخالق.
بالإضافة إلى ذلك، لا يُمكن الحصول على الحكمة الحقيقية والمعرفة من أيِّ
مصدر آخر بدون الله، أفضل ما يمكن للناس الحصول عليه هو معلومات جيدة؛
ومع ذلك، من خلال هذه الآية، يمكننا أن نرى كيف يريد الربُّ لأبنائه أن يكون
لديهم معرفة كاملة بالحكمة، وكذلك لإتقان التعاليم. لقد قدَّم هذه العطية إلى
سُليمان، ممَّا جعله أكثر الناس حكمة (1 ملوك3: 12-6)، والآن يقدِّم ذاتَ
الإحسان لنا.
على الرُّغم من أنك نلتَ الخلاص وامتلأت بالرُّوح القدس، إلّا أنه ينبغي
أن تتوخَّى الحذر أيضاً الذي يُمنح لنا من خلال المعرفة. فالحذِر لن يسقط في
فخاخ العدوِّ. يبحث الشَّيطان دائمًا عن طريقةٍ ليجعلنا نسقط، ليجعلنا أمثلة غير
لائقة محاولاً إعادتنا. فهو يعلم أنه إذا تلقّينا كلَّ المعرفة التي أعدَّها الله لنا،
فسنصبح تهديدًا كبيرًا لمخططاتِه الشِّريرة.
يسكب الربُّ المعرفة بكثرة أثناء الوعظ بالإنجيل. في الواقع إن خدمة
العبادة التي يقودها الرُّوح القدس هي بمثابة انهيارٍ حقيقيٍّ للحكمة والتعليم. ومع
ذلك إنَّ الذي لا يخاف الربَّ لا يشعر إلّا بالعاطفة دون قوَّة، وكذلك أيضاً تكونُ
الدُّموع والنّوايا الحسنة والصَّلوات عديمة الفائدة. نحتاج أن نتعلَّم كيف نفهم ما
يكشَف لنا، عندما تُعلن أسرار ملكوت السَّماء.

الربُّ يكشف لنا أشياءً كثيرة. إنه يتحدَّث عن تعليمات البرِّ- تصرُّفنا بناءً
على الوحي- والحكم- ما فعله يسوع من أجلنا. بالإضافة إلى ذلك، يكشف لنا عن
مبدأ المساواة، أي المساواة في المعاملة للجميع. هذه هي التفاصيل التي ستجعلنا
مثمرين، وفي الوقت نفسه، متحرّرين من الإدانة. تذكر أنّنا نحتاج هذا في حياتنا
(وسوف نحتاجها إلى الأبد)، لأنَّ هذا الطعام لا يفسد أبدًا (يوحنا27:6).
مخافة الربِّ تعطي وعياً للمتواضعين ومعرفة وحكماً صالحاً للشَّباب. وكلُّ
ذلك للحكماء (والمُخلصين) ليكونوا قادرين على الاستماع والنُّمو في الحكمة،
والذين تعلَّموا يتلقون نصيحة حكيمة، وبالتالي القدرة على فهم الأمثال
وتفسيراتها، وكذلك أيضاً كلمات الحكماء وتنبآتهم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز