رسالة اليوم

14/06/2020 - مسؤوليةٌ كبيرةٌ

-

-

ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «أَرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. رَجُلاً وَاحِدًا لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْ آبَائِهِ تُرْسِلُونَ. كُلُّ وَاحِدٍ رَئِيسٌ فِيهِمْ». (العدد13: 1-2)




أُرسِلَ الاثنا عشر رجلاً إلى أرضِ الموعد في مسؤوليةٍ كبيرة للتجسُّس، لأنَّ سعادة شعبِهم كانت تعتمد على تقاريرِهم. توقَّع الله منهم أن ينظروا إلى الأرض بمنظار روحِه، حتى يعودوا بأخبارٍ سارّةٍ وبالتالي يشدِّدون إيمان بني إسرائيل. هذا هو ما يجب علينا فعله في كلِّ ما يرشدنا الربُّ إليه، طالبين معونته دائمًا وسيساعدنا في تحقيق المهمَّة الموكلة إلينا.

 

كلُّ مهمَّةٍ يعطينا العليُّ إيّاها هي مسؤوليةٍ كبيرة. أولئك الذين لا يُنجِزون مهمَّتهم وفقًا لتوجيهاتِ الله سوف يؤذون أنفسَهم والذين يستمعون إليهم. الشَّيطان لا يريد أن يكون خدّام الله منتصرين. على العكسِ من ذلك: هدفه هو تخويفنا ليجعلنا فرائس سهلة. فهو يريد إحباط خطة الله في حياتنا.

 

أُعِدَّ الجواسيسُ لخدمة الله القدير، ولكن انتهى الأمرُ بهم إلى أن يُخدَعوا من قبل الشَّيطان. لذا كُن يقِظًا؛ لأنَّ خصمك الشَّيطان، كأسدٍ زائرٍ يجولُ ملتمساً ليبتلعَ الذين أقامهم الربُّ لتنفيذ أعماله (1بطرس8:5). على الرُّغم من أننا مدعوّون من قبل العليِّ، وفي نظر العالم، نحن مؤهلون للعمل، لكنَّنا من خلال رحمة الله ومعونته نستطيع تحقيق المهمَّة التي أوكِلت إلينا.

 

اذهب إذا أرسلك الله إلى منطقة معينة من البلاد أو خارجها. إذا كنتَ تشعر بالحاجة إلى تكريسِ نفسِك لتُستخدَم بطريقةٍ مختلفة، لا تسمح للشَّيطان أن يقنعك بشيءٍ آخر. من يثقُ في قوَّة الرُّوح القدس سيصلُ تماماً إلى الوِجهة التي يفكر فيها الربُّ من أجلِ أولاده، لأنّنا عندما نسترشد به نرى الأشياء بالطريقة التي يراها هوَ.

 

إذا اقترح عليك العدوُّ الانعزال، فلا تغضب من كلِّ الأحكام الحكيمة (الأمثال1:18)، وهذه ستكون علامة على أنك تبحث عن رغباتك الخاصّة. فقط أبينا السَّماوي له الحقّ في اختيار من سيفعل شيئًا مختلفًا في كنيستهِ.

 

تصرَّف الجواسيسُ بطريقة شرِّيرة وقبِلوا الطريقة التي جعلهم الشَّيطان يشعرون بها. لذلك خذلوا كلمة الله، جاعلين كلَّ الجماعة تشعر بالمذمَّة (العدد14: 1-2). ونتيجة لذلك، مُنِعَ عشرة منهم- بالإضافة إلى الرِّجال الآخرين الذين بلغوا من العمر 20 عامًا على الأقل- من دخول أرض الموعد وماتوا في الصَّحراء (العدد 14.28-30).

 

الدَّرس الذي نتعلَّمه من هذه القصَّة هو أنَّ التَّمرد يكلِّف ثمناً باهِظاً، لأنَّه يزدري بكلمة الله؛ لذلك لا تغذّي أيّة مشاعر للتمرُّد في قلبك. فالزَّعيم السَّابق الذي ابتعد عن طريق الله، على سبيل المثال، لا يمكن أن يكون مستشارك، لأنّنا نعلم أنَّ النَّبع لا يمكن أن ينضب مياه عذبة ومرَّة في ذات الوقت (يعقوب3: 11-12). كُن حكيماً واتبع تعليمات الربِّ.



محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز