رسالة اليوم

09/06/2020 - ثلاثة مفاتيح فعّالة

-

-

وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». (متى19:16)



في هذه الآية، الفِعلين يربط ويفكّ يعطيان المَعنى يقيِّد ثمَّ يحلّ أو يحرِّر، تماماً كما يربط المُسافر حصانه عندما يصلُ إلى مكانٍ ما: يربطُ البهيمة، فلا تشرد بعيداً، وعندما يحينُ الوقتُ لاستئناف الرِّحلة فإنه يفكّ حصانه. أمّا في حالة التعامل مع الشّياطين، فإنَّ الشَّيء الصّحيح الذي يجب عمله هو تقييدَها وطردَها بعيداً، وبالتالي منعُ المزيد من الإجراءات.

 

يجب أن نربط الشَّيطان من أجلِ طرد الأرواح الشِّريرة والتراجع عن الأعمال التي عُمِلت مع ضُعفاء الإيمان. السِّر في الرَّبط والفكّ هو استخدام مفاتيح ملكوت السَّماوات، التي أُعطِيَت للكنيسة، بحيث تقوم بعمل الله، كما فعلَ يسوعُ. الصَّلاة التي يُصلّيها أبناء الله تعيقُ الشَّيطان وتوقف عمله.

 

أمرٌ ضروري لنا أن نعرف المفاتيح وكيفية عملِها. في سفر أعمال الرُّسل، الذي كتبه لوقا الطبيب الحبيب (كولوسي14:4)، لدينا المفاتيح الثلاثة: اسم يسوع وكلمة الله والرُّوح القدس. استخدمهم الرُّسل لخلاص الذين ضلّوا وعذِّبوا من الأرواح الشِّريرة، لكنّهم آمنوا وتعمّدوا بالرُّوح، وشَفوا المَرضى (أعمال4: 29-31)

 

عندما سأل التلاميذُ يسوعَ عن هويّته، أعلن الآبُ لبطرس أنَّ يسوع هو المسيح ابن الله الحيّ. ولمَّا سمع يسوعُ بطرسَ يقول ذلك امتدحَه ودعاه مباركاً، لأنّه تلقّى الوحيَ من الآبِ (متى16: 16-17). اليوم يُعتبرُ الذين يتلقّون الوحي من الآب ناجحين أيضاً، لأننا نعرف أنه من خلالِ كلمة الله يمكننا فهم الإنجيل وإيجاد الخير (الأمثال20:16)

 

قال يسوعُ أنّه على تلك الصّخرة- الوحي- سوف يبني كنيسته، ولكي ننمو في الإيمان، نحتاجُ أن نفهم الحقّ. نعلم أنَّ لا شيء يحدث عن طريق الصُّدفة، لأنَّ ملكوت الله أكثر تنظيماً من مملكة الإنسان. بشكلٍ مختلف عن ملكوت الله، في مملكة الإنسان يُمكن الحصول على السُّلطة أو قبولك كمواطن، على سبيل المثال، فقط إذا اجتزتَ عملية طويلة وبيروقراطية. ثم في حفلٍ رسمي، تحصل على هذا الشَّرف، ويُعترف بك كمواطنٍ.

 

قال الربُّ إنّ كنيسته ستمشي في أراضي العدوِّ وأنَّ أبواب الجحيم لن تقوى عليها (متى18:16). يا لها من حقيقةٍ مريحة، ألا تعتقد ذلك؟ بعد تلقي الإرشاد من السّماء، يمكننا أن نتبوأ مكانتنا في المسيح، وأن نسيرَ بثباتٍ لتحقيق المهمّة التي أعطانا إيّاها يسوع.

 

كونك تمتلك القوَّة اللّازمة لربطِ القويّ، فلماذا لا تشلَّ حركته، من أجل نهب المنزل الذي استولى عليه؟ لماذا تسمح لأيّ شخصٍ باستمرار المعاناة في أيدي الأرواح الشِّريرة، شخصٌ ضالّ أو شخصٌ مخلَّص لا ينقاد بروح الله القدُّوس. بما أنَّ مفاتيح ملكوت السّماء قد أعطِيت لك بالفعل، فما الذي تنتظره؟

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز