رسالة اليوم

08/06/2020 - مفاتيحُ الهاويةِ والمَوت

-

-

فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي:«لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. (رؤيا1: 17-18)

 

التقى يوحنا الحبيب بيسوع المسيح في حالتهِ المُمَجَّدة، التي دفعت الرَّسول إلى السُّقوط عند قدميه كميّتٍ. بالتأكيد ذاتَ الشَّيء- أو أي شيءٌ أقوى- سيحدث لنا أيضًا. يجب أن نعرف أنه عندما يظهر مجدُ الله لنا، وعندما يعود المسيح، ستندم البشرية الضَّالة إلى الأبد لعدم الاستماع إلى الكلمة المقدَّسة، بما في ذلك بعضُ المسيحيين الذين، للأسف، سوف يشعرون بالنَّدم على الطريقة التي تصرَّفوا بها (متى7: 21-23).

 

ثم طمئنَ يسوعُ الرَّسول يوحنا قائلاً لا تخف، وقدَّم نفسه كالأوَّل والآخر. في الواقع لم يكن هناك شيءٌ قبل الربِّ. إنّه بداية كلِّ الأشياء، وبعده لن يكون هناك شيء، فهو الآخر. إنَّ السَّيد مع الآب والرُّوح القدس منذ البدءِ (1 يوحنا 1.1). وهذا يمنحنا الرّاحة إزاء وعودِه، لنُعِدَّ أنفسَنا لهذا الِّلقاء الرّائع حيث نبقى مع الآبِ إلى الأبدِ.

 

أمرٌ هامٌّ أن نتذكّر أنَّ يسوع حيٌّ. على الرُّغم من أنّه ماتَ على الصَّليب ليخلِّصنا، إلَّا أنه قام وهو حيٌّ إلى الأبد. وهكذا سوف نقضي الأبدية معه. والذين رقدوا سيَحيون عندما يعودُ يسوعُ، بأجسامٍ مُمَجَّدة، سيعيشون إلى الأبد في ملكوت المحبَّة والنُّور أيضاً. ولكنَّ الذين ابتعدوا عن طريق الله سيُعذَّبون إلى الأبدِ.

 

قال الربُّ إنه يمتلك مفاتيح الهاوية والموت. انتزعَهم من أيدي الشَّيطان، الذي لا يستطيع إغلاق منزلهِ الآن، ولا يحرس طبيعته الخاصّة أي- الموت. أعطى الآبُ يسوع كلَّ سلطانٍ في السَّماء والأرض، الذي أعطاهم بدورهِ لأعضاءِ جسدهِ، لتمكينهم من خلال اسم يسوع أن يطرحوا الشَّياطين بعيداً ويشفوا المرضى.

 

لذلك  يجب علينا ككنيسة، أن نثقَ بما قاله السَّيد ونغزو الأراضي التي لا يزال العدوُّ يحتلَّها، لأنَّ أبواب الجَحيم لن تقوى علينا (متى16، 18ب). لكنَّ الكثير من المسيحيين يسمحون لاهتماماتٍ دنيوية مثل الجشع والشَّهوة بخنقِ الكلمة، ممَّا يجعلها عقيمة. يجب أن نكون أرضًا جيّدة كي نأتي بالثّمر: بعضُنا ثلاثين، وآخر ستين، وآخرَ مائة (مرقس20:4).

 

المُخلِّص ليس حاكمٌ لملكوته فقط، ولكنَّه يسيطر على إمبراطورية العدوِّ أيضاً. لديه مفاتيح التّشغيل لمملكة الظلام. الآن كلُّ ما يتعيَّن علينا القيام به هو الحفاظ على الشَّركة معه، اتباع أوامره، حتى نتمكَّن من القيام بعملهِ بطريقةٍ كاملة، ولنثق أننا سنحصل على مكافأتنا في السَّماء.

 

الرِّسالة إلى الكنيسة هي: الاستمرار في المُضيِّ قدمًا دون خوفٍ، لنصلَ إلى المُحاصرين في الخطيئة، والربُّ سيعتني بنا!

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز