لاَ تَكُنْ مِنْ صَافِقِي الْكَفِّ، وَلاَ مِنْ ضَامِنِي الدُّيُونِ. (أمثال26:22)

صنعَ اللهُ عهداً مع الإنسان. ومن خلالهِ تتحقَق جميعُ احتياجاتِنا، لذلك لا يجب أن نصفِق الكفَّ مع الآخرين. فإذا كان الالتزام مع شخصٍ ما بهذا المعنى ليس سيئًا، فلماذا طلبَ الربُّ منّا الامتناع عنه. في واقعِ الأمر، إنّها إرادته لنا، كخدَّامه، أن نبقى تحت تصرّفه، ولا نتساهل مع أيِّ شيءٍ يتعارض مع كلمته أو يقودنا إلى طريقٍ شرّيرٍ.

أيُّ عهودٍ تقوم بها مع أيِّ شخصٍ (باستثناء شريك الحياة) ليس من الله. ورغم ذلك حتى في عهد الزّواج، يجب ألا ننكر سيادة الله على كيانِنا - الرُّوح والنفس والجَسد. نتيجة لذلك في علاقتنا الزَّوجية، يجب احترام حدود القداسة؛ بالنِّهاية يجب الحفاظ على حياتنا مقدَّسة ونقيّة للآب (اللاويين 20.7 ؛ 1 بطرس16:1).

أثناءَ قيامِنا بعملِ الله يجب علينا الامتناع عن إنشاء الصّفقات أيضاً. يجب أن نخدم القدير بخوفٍ ووقارٍ يستحقّه. على سبيل المثال إذا وجد مسيحيٌّ "صديقًا" ثم انتهى به الأمر إلى تجاهل السُّلوك الخاطئ لـ "صديقهِ"، فهو بذاك يجعل نفسه عدوًا لله (يعقوب 4.4). هذا يدلُّ على وجوب الإلتزام ببنود العهد الذي أقامَه الربُّ معنا بدم يسوع في جميع الأوقات. ويجب أن نسعى دائمًا، أوّلاً وقبل كلِّ شيء، إلى ملكوت الله وبرّه (متى33:6 أ)

بالإضافة إلى ذلك، عند الدُّخول في عقد دَين مع شخصٍ ما، قد تُجرَّب وتشعر بضرورة التوقف عن خدمة الربِّ الإله، لتجعل نفسك شريكًا لخطيئة "صديقك" لأنك لا تريد الإساءة إليه. ولكن، لماذا تساوم على أمر خلاصك بسبب شخصٍ يستخدمه الشَّيطان؟ كُنْ قدّيسًا وأمينًا في كلِّ شيء، وسوف تفعل أكثر من مجرَّد كونك في عهدٍ مع شخصٍ ما، كما هو الحال عندما تخدم الله القدير، ستخدم الآخرين بشكلٍ أفضل.

يقول الكتاب المقدَّس بوضوحٍ أن ألّا نكون من الذين يصفِقون الكفّ. ذلك لأنّ يد الربِّ تمسّك بنا في الّلحظة التي نقبل فيها يسوع كمخلِّص لنا، لذلك هذا كافٍ لمساعدتنا في أيِّ موقف. لذلك الذي يخشى أنَّ يومًا ما سيحتاج إلى مساعدةٍ من الإنسان ينكر عطاءَ الله الذي هو أكثر من كافٍ.

لا تثق بأيِّ شخص أبداً عندما يدّعي أنه لم يرتكب أيَّ خطأ، لأنَّ الله وحده الذي يعرف قلبَ الإنسان. قد ينتهي الأمرُ بشخصٍ ما إلى ديون كثيرة بسبب ذلك. لذلك إذا اتُّهم أخٍ بشيء لم يفعله، صلِّ من أجله، واطلب أن تصبح الحقيقة معروفة. ومع ذلك، تحت أيِّ ظرفٍ من الظروف، لا تجعل نفسك مسؤولاً عن خطأ شخص آخر؛ بل دع الربَّ يجري العدل.

أخيرًا، تذكر أننا خدّام الربّ، لذلك يجب أن نتبع تعليماته. فهو يعرف كلَّ شيء ولن يظلمنا بأيّ حكمٍ أبدًا (حتى إذا كان هذا يتعارض مع رغبات شخصٍ ما). كلُّ ما نحتاج إليه هو العهد الذي قطعه الله معنا بدم يسوع.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز