رسالة اليوم

01/06/2020 - مُسَلَّحٌ وجُعِلَ كاملاً

-

-

الإِلهُ الَّذِي يُمَنْطِقُنِي بِالْقُوَّةِ وَيُصَيِّرُ طَرِيقِي كَامِلاً. (مزمور32:18)



قال يسوعُ أنَّ الله يُلبِسُ الزَّنابق بطريقةٍ رائعةٍ لدرجة أنَّ سُليمانَ في كلِّ مجدهِ لم يلبس كواحدةٍ منها (لوقا27:12). داودُ بدوره أيضاً علِمَ أنَّ الربَّ هو الذي سلَّحَه بالقوَّة؛ لذلك لم يخفْ ممَّا يُمكن للإنسانِ أن يفعله. في الواقع لم يخشَ الملكُ داود من التّهديدات لأنّه كان يعلم أنَّ القوّة التي سلَّحه بها العليُّ كانت كافية لهزيمة كلِّ شرٍّ.

 

يعلنُ داودُ أنَّ الله يسلِّحه بالقوَّة. بناءً على ذلك يُمكننا أن نقولَ إنَّ الله القدير يسلِّحنا بالحكمة والتواضع والقداسة وكلّ الأشياء الجيِّدة التي نحتاجها لنخرج منتصرين من هجماتِ العدوِّ. لذلك لا يهمّ أي ناحيةٍ من حياتنا التي يهاجمها الشَّيطان ليسبِّب العار لنا، لأن أبينا السَّماوي لم ينسَ أن يجهزنا لتحمّل التجربة والتغلّب عليها.

 

ورغم ذلك، ليست المَدرسة هي التي تعلِّمنا كيفية ألّا ننخدع بالشَّيطان، ولا نتعلم من أعظم المعلِّمين كيفية التحرّر من قوى الشَّر. السِّر يكمن في الثَّوب الذي ألبس به الربُّ أرواحَنا. لم ينسكَ، ولم يفشل في منحِك القوَّة الكافية، حتى تتمكَّن من الصُّمود والقتال وقول "لا" للتَّجربة حتى تهزم الشِّرير تمامًا.

 

بالإضافة إلى ذلك، لا يُمكن إبطالُ أو التراجعُ عن العمل الذي بدأه الله القدير فيك. وذلك لأنَّ القوّة التي يُعطيها لكلِّ من يؤمن به ويصير ابناً له كافية للتغلُّب على أيِّ قوى شرِّيرة. ثِقْ أنَّ الربَّ قد أعطاك السَّلام وحتى أسوأ محنةٍ، لن تكون قادرة على تحريكك. أنت تمتلك بالفعل القدرة على التغلُّب على أيِّ شرٍّ في حياتك، لأنَّ القوَّة التي منحها اللهُ لك أعظم وأقوى من كلِّ مشاكلِك.

 

علِمَ داودُ أنّه لا توجد مشكلةٌ غير قابلة للحلِّ، ولاسيَّما أنَّ الربَّ قد شقَّ طريقه إلى الكمال. كما حدث لداود، يمكنك أن تثقَ أنّك قادرٌ اليومَ أيضاً على التصرُّف بطريقةٍ مختلفةٍ وأفضل من البارحة، وأن تبني لنفسِك مستقبلاً مجيدًا. فمن خلال طريقك إلى الكمال، لا يمكن للشَّر أن يمنعك من الانتصار، وسوف تدمِّر كلَّ قوى الشَّر التي تقوم ضِدَّك. ومع مرور الوقت بدلاً من أن تضعف  قوَّتك- كما يحدث لأجسامنا- ستصبح روحك قويّة وعازمة بشكلٍ متزايدٍ.

 

يتصرَّف الكثيرون بطريقة يفقدون احترامهم مع تقدّمهم في العمر. لذلك علينا كأبناءٍ لله أن نحذر، لأنَّ الأمر بالنِّسبة لنا هو العكس: لسنا مسلَّحون بالقوَّة من الله كلِّي العِلم فقط، ولكن لدينا طريقنا إلى الكمال من خلاله أيضاً.

 

الحياة مختلفة تمامًا للذي يُدرك ما يفعله الربُّ من أجله! ومع ذلك، فإنَّ الذين لا يعرفون ما يُمكن أن يتلقّوه من الله يواصلون العيش في ظلِّ القمع والخداع من قِبَل أبو كلِّ كذّاب- الشَّيطان. يجب الإنتباه دائمًا إلى ما تقوله كلمة الله لأنّها الحق. يتسلَّح أولاد القدير بالقوة لتكون طرقهم كاملة دائمًا.



محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز