رسالة اليوم

30/05/2020 - الغلبة الآنَ وفي المُستقبل

-

-

أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ. (مزمور15:17)

 

يتعيَّن علينا نحنُ البشر اتّخاذ القرارات في جميع الأوقاتِ، لكنّنا لسنا قادرين على الحكم دائماً على الشَّيء الذي قُدِّمَ لنا سواءً كان جيدًا أو سيئًا، ممتعًا أو محزناً. سارَ الملكُ داود وفقًا لما تكلَّم به الربُّ وبالتالي كان منتصرًا دائماً. ولأنّه اختار رؤية وجه الله، لم يُخدع بعروضِ الشِّرير.

 

من لا يتّخذ القرار نفسه لا يمكنه دخول ملكوت العليِّ، وبالتالي لن يشبعَ لأنه لم يستيقظ في شبههِ. في الواقع، فقط الذين ينقادون بالرُّوح القدس هم الذين سيحقّقون المتطلبات البسيطة والضَّرورية لدعوتهم إلى الملكوت الأبدي الذي أُعِدَّ منذ تأسيسِ العالم ( متى ٢٥: ٣٤). يا لَها من خسارةٍ تلك التي تنتظر الذين لا يؤمنون بالحقِّ!

سيقومُ الجميعُ ذاتَ يومٍ. سنقومُ جميعًا بالتأكيد. فالموتُ ليس النِّهاية بل هو بداية رحلةِ الأبدية. ولكن لن يتوجَّه الجميعُ إلى نفسِ المكان. سيواجه البعضُ العارَ الأبدي. وآخرون سيُدعوا للاستمتاع بالحياة المباركة التي لا تنتهي أبدًا. ورغم ذلك، من المُدهش رؤية أشخاصٍ لا يستعدُّون لمستقبل مجيدٍ.

كما هو الحالُ في الأبدية، ليس صعبٌ أن تكون سعيدًا هنا. السِّر هو رؤية وجه برِّ الربِّ، كما قالَ كاتبُ المزمور. هذا يعني أن نبني خياراتنا اليومية على ما أسَّسه الربُّ في الكتاب المقدَّس. الله لا يحرِّم ارتكابَ المخالفات عشوائياً ممَّا يتطلَّب منّا القيام بأشياءٍ غير ضرورية. بدلاً من ذلك، فهو يساعدنا من خلالِ كلمته حتى لا نقع في أيدي المُخادع كما أنه يعطينا سعادة حقيقية.

 

لذلك لا تفعل شيئًا، لا شيءَ على الإطلاق غير مكتوب في الكتاب المقدَّس، لأنَّ الذي لم يُكتب في صفحاته ليس له قيمة على الإطلاق. عندما تؤسِّس نفسك على الكتاب المقدَّس، فإنك تحصل على ما يكفي من النّور لتتجنَّب اتَّخاذ أيِّ قرارٍ قد يُحرجك أو يسلبك بركة الله، بالنِّهاية كلمة الله هي الغذاء الذي يغذيك ويحميك من حِيَلِ الشَّيطان.

 

وبالتالي إذا لم يكن هناك اتجاه صحيحٌ، فلا تقرِّر أيَّ شيء؛ انتظر حتى يتمَّ الإعلانُ عن الكلمة المُناسبة لحالتك المحدَّدة من العليّ. نتيجةً لذلك، لن تتصرَّف بحكمةٍ فقط، بل ستتمكّن أيضًا من تحويل السِّهام النَّارية التي يرميها العدوُّ عليك.

سينتصرُ كلُّ من يرى وجه الله القدير في كلِّ الأوقات. حيث يُمكننا الفوز في جميعِ المعارك من خلال الثِّقة في ما تعلِّمنا إيّاه الكلمة الإلهية، ومع ذلك، فإنَّ الأفضل هو ما سوف نستمتع به إلى الأبد. بعد مجيء الربِّ يسوع، سوف نستيقظ على الجانب الآخر، بأجسادٍ مُمَجَّدة. وسنشبع بالشَّبه الإلهي الذي لبِسناه.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز