رسالة اليوم

26/05/2020 - العَهد والشّهادة

-

-

 

كُلُّ سُبُلِ الرَّبِّ رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَشَهَادَاتِهِ. (مزمور10:25)

 

 

لله طُرُقه، والتي هي بلا شكٍّ أفضل من الطرق التي ابتكرَها الإنسان. يكشفُ الربُّ عن مسالِكه للذين يطلبونه ويخدمونه من كلِّ قلوبهم. لا يوجد صعوبة في الوصول إلى أيٍّ من طرقه أو السَّير فيها لأنها جميعًا مملوءة رحمة وحقّاً. أولئك الذين يتعلَّمون من الله القدير يَبرزون بين الآخرين، ويريد الله أن يراهم يتصرَّفون كفائزين.

 

نحن لم نعمل ولا يُمكننا أن نفعل شيئاً لنستحقَّ هذا الإحسانِ الإلهي. ورغم ذلك، يمكننا الحصول عليها بسبب الربِّ يسوع، الذي صار مخلِّصاً وربّاً لنا، فاعتبرنا الآبُ لائقين لنكون شركاءً في ميراث القدِّيسين في النُّور ومن طبيعته الخاصّة. لذلك علينا أن لا نخجلَ من ممارسة حقِّنا. كلُّ ما نحتاج إلى القيام به من أجلِ الحصولِ على البركة هو التصرُّف باسم يسوع.

 

عندَ الحصولِ على وعدٍ من الله، يمكنك المطالبة به لأنه لن يفشلَ. أنتَ هو الشَّخص الذي يتكلَّم إليه كلُّ ما كُتِبَ في الكتاب المقدَّس، ومن اللّحظة التي يكشفُ فيها الرُّوح القدس أنَّ الربَّ قد منحك بركةً، فأنت الذي يقرِّر متى وكيف تحصل عليها. حتى لو أصرَّ العدوُّ على أنه لا يُمكنك إنجاز مثل هذا العمل الهائلِ، آمِن بالربِّ وامتلِك ما ينتمي لك.

 

هناك شرطان. الأوّل هو الحفاظ على عهدِه- العهد الجديد، الذي أسَّسه ابنه بالدَّم. من يفعل ذلك له حقُّ السَّير في الطُّرق المقدَّسة. العهدُ الجديد هو رباطُ الدَّم. دمُ ابن الله الوحيد القدير. هل يُمكن أن لا يُكرِم المسيح ما فعله في الجُلجلة؟ هل سيكون الله مزاجياً ليبذل ابنه الوحيد من أجلِ لا شيء؟ بالطَّبع لا!

 

الشَّرط الثاني هو حِفظ شهاداته- تلكَ التي تفهمها من الكلمة. عندما يكشفُ الرُّوح القدس عمَّا ينتمي إليك في المسيح، فإنَّ دور الله في عملية البركة قد انتهى، وفي تلكَ اللّحظة كلُّ ما عليك فِعله هو أن تؤمن بما قاله وأن تستلمه. والآن انظر ما تمَّ الإعلان عنه لك بالفعل وامتلكه. الربُّ يكرم من يكرمه.

 

كلُّ وحيٍ يشبه الوصيَّة. من اللّحظة التي يتمُّ إخبارك فيها بشيءٍ ما، عليك الالتزام بالجِهاد للحصول عليه بغضِّ النَّظر عن مدى صعوبة أو استحالة الأمر. الله لن يقولَ لك شيئًا ما لم يكن صحيحًا. إنّه يحفظ كلَّ وعوده للذين يؤمنون به. لذلك القرارُ هو لك وحدك.

 

موقفك من العَهد وشهادة روح الله يصنع الفارِق. إن لم تصدِّق ما يقول لك، فأنت تجعله كاذبًا. هل هذا ما تقصده حقّاً؟ ارجع إلى نفسِك وكُن بطلاً لله الآن. ماذا تحتاج أكثر من أن تصبح وريثاً لله؟

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز