رسالة اليوم

09/04/2020 - مَسَالِكٌ مُسْتَقِيمَةٌ

-

-

 

 

وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. (عبرانيين13:13)

 

يسمحُ الله لنا ويوصينا باختيار طريقِنا، لكنَّه يريدُ أن يكون طريقنا مستقيمًا. ولكي يتحقّق هذا، يجب أن نتبع وحيَ كلمة الله. لا يقلِّل الكتابُ المقدَّس من تنوّع المَسارات التي سيتمُّ اختيارها، ولكن يجب أن يتمَّ تأسيسُها بطريقةٍ تجعل العليَّ مسيطراً على كلِّ شيءٍ دائماً. وبعبارةٍ أخرى التّعاون السَّماوي ضروري، وإلَّا لن يُوضع شيءٌ جيِّدٌ موضع التّنفيذ.

طرق الصَّالحين ليس لها تجاوزات أو منحنيات، وهذا يتطلّب طاعة الله. ترتبط الطريقة التي نسير بها بالطريقة التي نمارس بها خدمتنا دائماً. إنَّ الطريقة التي يعلِّمنا الربُّ من خلالها الوعظ والشّهادة والصّلاة، وانتهار الشَّر هي أمرٌ هامّ للغاية، لأنَّها الطريقة التي سنساعد بها الكثيرين على المرور من خلال الباب الضّيق. (متى14:7) لذلك اسأل الربَّ، وسيُظهِر لك أفضل طريقة لتحقيق مقاصِده.

عندما نسيرُ في طرقٍ مستقيمة، فإنَّ الأشخاصَ الضَّالين من حولنا يتَّخذون قراراتٍ حكيمة، لأنَّ موقفنا يمنعهم من الإرتياب إذا قالوا نعم أو لا عند اتّخاذ القرار. يجب أن تكون بداية ونهاية بحثنا دائمًا في الإيمان؛ عندما نختار الطريق المُستقيم، لن نتَّخذ القرارات وفقًا لإرادتنا، وبهذه الطريقة لا يُمكن للشّيطان أن يعرِّضنا للخطر. إذا طلبنا الربَّ بإيمان عندما نُجرَّب، فسنتجنَّب الطريق الخطأ ولن نقع في التّجربة.

سوف يرسلُ الربُّ الناس للاستفادة من خدمتِنا، لأنَّ الكثيرين ضعفاء في إيمانهم. إذا كان طريقنا في مسارٍ مستقيمٍ وكاملٍ وصريحٍ، فلن يتعثّر الذين يُرسَلون إلينا. لهذا السَّبب من المهم جدًا تلقي التّوجيهات من الله لتطوير خدمتِنا؛ ليس الأههم هو السّير بشكلٍ صحيحٍ فقط، ولكن مساعدة الآخرين على البقاء حازمين أيضاً. لذلك اتبع إرشاد أبينا السَّماوي.

توضِّح هذه الآية التي ندرسها أنَّ الله يريد أن يشفي الجميعَ. لذلك فإنَّ مسؤوليتنا كبيرة، لأنَّ المسارات التي نبتكرها ستكون علاجًا للكثيرين. ولكن إذا تمَّ إنشاء المسارات التي نختارها دون طلبِ المساعدة من أبينا، فلا توجد إمكانية لشفاء الضُّعفاء، وبالتالي لن تُحترَم المشيئة الإلهية.

إنَّ انشغال الربِّ بالضَّالين يُظهر لنا أنّه لا يريد لأحدٍ أن يهلك إلى الأبد. الحقيقة هي أنَّ أبانا السَّماوي يعملُ على إنقاذ وشفاء الضَّالين والضُّعفاء. لقد قام بما هو ضروري بالفعل حتى نتمكَّن من إيجاد طريقنا؛ بمعونته ستكون مهمتنا مباركة دائماً.

تمَّ وضعُ خطة الفداء بطريقةٍ كاملة كي يجد الأشرار كلَّ ما يحتاجونه لنوال الخلاص. ومع ذلك، فإنَّ الطريقة التي ندير بها خدمتنا يمكن أن تقود الذين ضلّوا إلى الخلاص أو لا. يا لها من فرصةٍ عظيمة يقدِّمها الربُّ لنا، أليس كذلك؟

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز