رسالة اليوم

27/03/2020 - شروطٌ لك كي تَغلب (1)

-

-

 

اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. (إشعياء16:1)

 

في العدد 7 من سفر إشعياء، تكلَّم الربُّ من خلال النّبي أنَّ الأرض قد دُمِّرت والمدن قد أُحرِقت بالنَّار. وسيطر الغرباء على الزِّراعة. نُهبَت الأرضُ وسيطر عليها الأجنبي. بعبارةٍ أخرى تمَّ تثبيت الفوضى في أرض الموعد. للأسف يحدث اليومَ ذاتَ الشَّيء لشعبِ الله. وإذا لم يكن هناك توبة حقيقية، فسوف تزداد الأمورُ سوءًا.

 

تُخبرنا هذه القصّة أنَّ بعض المؤمنين منعوا هذه الأرض من أن تُصبحَ مِثل سدوم وعمورة. بعد ذلك دعا النَّبي السُّلطات "أمراء سدوم" ، و"شعب عمورة". استخدم الله النَّبي ليُخبر النَّاس بوجوب التوقّف عن تقديم الأضاحي، لأنّه لم يستطع تحمّل الظلم الذي كان في تقدماتِهم. كما سأل: "من طلبَ منكم أن تدخلوا إلى محضري؟" وقرَّر وجوب إيقاف كلِّ التّضحيات والإحتفالات. (إشعياء 1: 9-14)

 

قال العليُّ أيضًا إنّه يُخفي عينيه عندَ دعائِهم. وعندما يُكثِروا الصَّلاة، لا يستمع، لأنَّ أيديهم مليئة دماً. (إشعياء15:1) تمامًا مثل شعب إسرائيل، هناك الكثيرُ من النَّاس الذين يخدعون أنفسَهم، معتقدين أنهم يستطيعون ارتكاب الخطأ ثم يقولون "إنّهم آسفون". الحقيقة هي أنه يجب أن يكون هناك توبة حقيقية.

 

لهذا السَّبب أمر الربُّ شعبه ان يغتسِلوا. وهذا العمل لا يمكن فِعله إلّا من خلال الصَّلاة معاً، لأنّه يتطلَّب أن يفتح الشَّخص قلبه ويتوب بصدقٍ من خطيته. ومع ذلك هناك الكثيرُ من النّاس الذين يرتكبون أخطاءً ثمَّ يعترفون بصوتٍ عالٍ أنّهم أخطأوا، لكنّهم يرتكبون نفس الأفعال مرّة أخرى قريبًا. كلُّ من يفعل هذا لا يُدرك أنَّ السَّلام داخل قلوبنا هو أحد أفضل علامات الغُفران (فيلبي 4: 7)، ممَّا يدلُّ على أنه تمَّ استعادة العلاقة الحقيقية مع الآب.

 

غسل النَّفس يعني أن تعترف بخطاياك بقلبٍ صادقٍ ومنكسِر، صارخاً من أجل تطهير نفسِك من كلِّ وصمةٍ للخطية. لا توجد وسيلة لاستعادة الشَّركة بدون تنقية. من يعتقد أنَّ الله لا يرى خطايا معيّنة، أو أنه لا يأخذها بعينِ الإعتبار فهو خاطئ تمامًا. الله صالحٌ، لكن لا ينبغي الخلط بين صلاحهِ وإذنه لارتكاب الخطايا.

 

إذا لم يتمّ انتهار الشَّر- الذي هو عملٌ روحي واضح أمام عيني الربَّ- لن يتمَّ قبول النّاس في محضر الله أبداً. لذلك عندما يرانا العليُّ، فهو يعرف نوايانا عندما نرتكب أخطاءً، وإلى أن نعزلَ الشَّر منا، سوف نكون مدفوعين لارتكاب خطايا أخرى.

 

كلُّ من يسعى ليكون في سلامٍ مع الله كي يضمنَ السَّعادة الأبدية يجب أن يتخلَّى عن القيام بجميع أنواع الأعمال الشِّريرة. إذا واصلنا فِعل مواقف معيَّنة تمنع الربَّ من العمل في حياتنا، فلن يُستَجاب لإلتماساتِنا. وإن تصرَّف الله بهذه الطريقة اليوم، فتخيَّل كيف سيكون في يوم الدَّينونة، حيث لا يوجد نعمة على الإطلاق؟

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز