رسالة اليوم

25/03/2020 - الإستماعُ للسُّخرية يسبِّب الخوف

-

-

 

لأَنِّي سَمِعْتُ مَذَمَّةً مِنْ كَثِيرِينَ. خَوْفٌ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. يَقُولُونَ: «اشْتَكُوا، فَنَشْتَكِيَ عَلَيْهِ». كُلُّ أَصْحَابِي يُرَاقِبُونَ ظَلْعِي قَائِلِينَ: «لَعَلَّهُ يُطْغَى فَنَقْدِرَ عَلَيْهِ وَنَنْتَقِمَ مِنْهُ». (إرميا10:20)


قد يتسبّب إستماعُك للسُّخرية من النّاس إلى فقدانِ إيمانك، حيث يتسلَّل الخوفُ إلى داخلِك. ولكنّ إرميا قد خضعَ للأمر الإلهي، لذلك لم يستطع العدوُّ إخافته. أمرٌ هامٌّ أن تكون متيقظاً، لأنَّ الشَّيطان سيبذل قصارى جهده ليجرفك بعيدًا عن المشروع الذي صمَّمه الربُّ لك؛ لذلك سيحاول كلّ أنواع التّجارب.

يبتعِدُ انتباهك عن كلمة الله عندما تهتمّ بالأشياء السَّيئة التي يقولها النّاسُ. فعندما اعتمدَ يسوعُ، أخبرَ الله الجميعَ أنَّ يسوع هو ابنه الحبيب، وأنَّ الجميع يجب أن يستمعوا إليه. (إنجيل متى17:5) ولهذا السَّبب فإنَّ كلَّ من يستمع إلى الظّالم، المتكبِّر والمغرور ومن يستمع إلى المشورة التي لا تأتي من الرُّوح القدس، يمتلىء قلبهُ بالشّك. لذلك لا تستمع للمرأة الزانية أبداً. (أمثال 7: 6-23).

يشعرُ بالخوف كلُّ من ينتبه إلى المستهزئين، لأنَّهم يرون الأشياء كما يراها الشِّرير: إرهابٌ من كلِّ جانب. لكنَّ رسالة الله تخيف الضَّالين وتكشفُ لهم وضعهم الفوضوي (1 كورنثوس18:1). قالَ يسوعُ أنَّ النُّور أتى إلى العالم، لكنَّ الناس أحبّوا الظلام أكثر من النّور، لأنَّ أعمالهم كانت شرِّيرة. (يوحنا 3: 19) لذلك كلُّ الذين يثورون ضدَّ الكلمة، يفعلون ذلك لأنَّ لديهم أغراضاً شرِّيرة.

الحقيقة هي أنّ الضَّالين مرتعبين لأنَّهم مرتبطون بما سيعانونه إلى الأبد. إرميا، على سبيل المثال، سمِع أنَّ الأشخاص الذين كانوا مقرّبين منه قد تأثروا بالآخرين ليشتكوا منه أيضاً وقد فعلوا الشَّيء نفسه. لا يهمَّ إذا حدث ذاتُ الشَّيء لنا. قد نعاني في أيدي الأشرار، ولكن الأهم هو أنّنا لا ندين لهم بأيِّ شيء. (رومية 13: 8) هكذا يجب أن تكون حياة المخلَّصين. فالمعاناة بسببِ الأعمال الصَّالحة بركة.

أبناء الله الذين يرتبطون بصداقةٍ مع الضَّالين يرتكبون خطأً. قد يكونوا أناساً صالحين، ولديهم نوايا حسنة، لكنَّهم يخضعون لسلطة الشِّرير، وهذا الكائن يمتلئ بالكراهية ضدّنا. وعند أقلّ توقّع سوف يُلهِمهم أبيهم للقيام بشيءٍ ما ضدّنا، وسوف يفعلون ذلك. ورغم ذلك لا يجب أن نتجنّبهم، بل نُظهر الحبَّ الإلهي بدلاً من ذلك.

كان إرميا قلقًا للغاية، لأنَّ الذين كانوا إلى جانبهِ كانوا ينتظرونه ليرتكبَ خطأً حتى يتمكّنوا من فضحِه. هذا ليس مستغربٌ. في كثيرٍ من الأحيان أولئك الذين يُطلق عليهم إخوتنا وأخواتنا يريدون أن نفشلَ فعلاً كي يتمكَّنوا من أن يحلّوا محلَّنا. لا تنخدع، يجب أن يسكنَ شعبُ الله وحده. (الأعداد 23: 9 ؛ سفر التثنية28:33).

لقد توقعوا أن ينخدع النَّبي وأن يتخلَّى عن رسائل الربِّ التي تسبَّبت بالخوف لهم. الحقيقة هي أنَّ العدوَّ كان يتحدَّث من خلالِهم. لهذا من الأفضل أن نخاف الربَّ دائمًا. ضَع ذلك في الاعتبار، ولا تنجرف بسبب السُّخرية.


محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز