رسالة اليوم

24/03/2020 - لا تتَّخذ قرارًا غبيًّا

-

-

 

فَقُلْتُ: «لاَ أَذْكُرُهُ وَلاَ أَنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ». فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي، فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ. (إرميا9:20)

 

 

أتهرب من الله؟ كيف؟ كيف يُمكن لشخصٍ أن يهرب من الربِّ؟ إن كان الشَّيطان يغويك لتفعل أمراً أحمقاً، توقّف، فكِّر، وقرِّر أن تطيع أبينا السّماوي. يريد العدوُّ أن يدمّرك، ولكي يفعل ذلك، سيُظهر لك كلَّ مجدِ هذا العالم، ويقدِّم لك ما تريد. بأيّة حالٍ هو كاذب، ولا يفعل ما وعدَ به. لذلك كُنْ حكيماً، و قِفْ بحزمٍ إلى جانب خالقك الذي هو أمينٌ دائمًا.

إنَّ الذين يعصَون الله همً في حالةٍ سيِّئة دائماً. كثيرٌ من النَّاس في الكتاب المقدَّس قد انجرفوا بسببِ ما رأوه، مثل لوط، ابن أخ إبراهيم، على سبيل المثالِ، الذي خسِر كلَّ شيءٍ عندما دُمِّرت سدومُ (تكوين 14: 11 ، 12). يونانُ أيضاً، مشى في اتجاهٍ معاكسٍ تمامًا للاتجاه الذي أمرَه الربُّ السَّير فيه، وانتهى المطافُ به إلى بطنِ حوتٍ كبيرٍ (يونان 1: 1-17). لا تكن مثلهم، لأنَّ من يفعل إرادة ربّنا سوف يحصل على تصريحٍ لدخول ملكوت السَّماء.

لقد فكَّر كثيرٌ من رجال الله العظماء في كثيرٍ من الأحيان في الاستسلام، ولكن اكتشفوا لاحقًا أنّه من الأفضل أن يُطيعوا. في الواقع، إنَّ التّحديات التي واجهوها جعلتهم يرغبون في الإقلاع عن الخِدمة، لكنَّ ذلك كان جزءًا من تدريبٍ رائعٍ. في وقتٍ لاحقٍ، ثبتوا بحزمٍ في الربِّ، وأكمَلوا العملَ. عندما يأتي ذلك اليومُ، سينالوا المكافأة تمامًا بحسب تعبِ كلِّ منهم، لذلك لا تستبدل ما أُعِدَّ لك فعلاً بأيِّ شيءٍ في هذا العالم.

استنتجَ إرميا أنّه من الأفضل عدم تذكّر الله بعد الآن، وقرَّر أنّه لن يتحدَّث عن اسمِه فيما بعد. يا له من قرارٍ كارثي! ماذا سيفعل النّاسُ بدون خدمة هذا النَّبي اللّامع؟ ينبغي أن يُتَّهم بخسارةِ الكثيرين، الذين لن يستمعوا مرَّة أخرى إلى صوت الربِّ من خلاله. الآن إذا كنتَ مدعوّاً من الربِّ حقّاً، لماذا لا تمضي قدمًا وتفي بدعوته لحياتِك؟

هل يتحدَّث الرُّوح القدس إليك؟ الحمد لله من أجل هذا الصَّوت الذي يتكلَّم داخل ضمائِرنا! ذاتَ مرَّةٍ أخبرني صبيٌّ صغيرٌ أنه كلَّما قرَّر أن يفعل شيئًا خاطئًا، كان يستمع إلى التّرنيمة التي أنشَدها في الكنيسة داخلَ قلبه. وقال أمراً مثيراً للاهتمام هو أنَّها لم تكن نفسَ الأغنية دائماً. وهكذا كان يهربُ الإغراءُ من أفكاره.

في حالة إرميا، أشعلّ الربُّ النّار داخل قلبه، وهذه النَّار جعلته يعاني كثيرًا؛ لهذا السَّبب لم يفكِّر في تذكُّر الربَّ بعد الآن. حسنًا، من سيكون إرميا لو تخلَّى عن بركة الربِّ ؟ من ستكون أنتَ اليوم، لو لم يحميك الربُّ مرّاتٍ عديدة؟ استيقظ! من الأفضل أن تطيعَ الواحد الذي يحبّك ويملك كلَّ القوّة بدلاً من أن يأتي عليك غضبُ الربّ (أفسس 5: 6).

إذا كنت هاربا أيضًا من الربِّ، فلم يفت الأوان للعودة والتوبة أبداً؛ بالنِّهاية، لا شيء يستحقُّ العناء في العالم إطلاقاً. في يومٍ من الأيام ستنتهي حياتُك هنا على الأرض، وماذا سيحدثُ لك إلى الأبد؟ يعرِضُ الله لك الحياة الأبدية. فماذا تقرِّر؟


محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز