رسالة اليوم

23/03/2020 - دَع الربَّ يقنعك

-

-

 

قَدْ أَقْنَعْتَنِي يَا رَبُّ فَاقْتَنَعْتُ، وَأَلْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ. صِرْتُ لِلضَّحِكِ كُلَّ النَّهَارِ. كُلُّ وَاحِدٍ اسْتَهْزَأَ بِي. (إرميا7:20)

 

 

كان إرميا متردِّدًا جدًا في الطاعة، لأنَّ رسالة الربِّ كانت قويّةٌ جدًا وواجهت كلَّ ما أراد شعبُ يهوذا سماعَه. كخدَّام يجب ألَّا نختار ما نودُّ قوله، أو الأشخاص الذين نرغبُ التحدُّث إليهم فقط، لأنَّنا مُلتزمون بفعلِ إرادتهِ. عرفَ اللهُ أنَّ شعبه- الذي كان مغلوباً من الخطيئة- لن يستمعَ إليه، ورغم ذلك أعطى الأمرَ بإعلانِ أقوالِه.

 

جاهدَ الربُّ مع إرميا وأقنعه بالطّاعة. لم يكن من السَّهل على النَّبي أن يُعلِنَ الرِّسالة بأنَّ السّبي قريبٌ جداً؛ ولأنَّه رجلٌ أمينٌ وطائعٌ، كان مقتنعًا بوجوب توصيلِ الرِّسالة، وبالطبعِ دفع ثمنًا باهظًا. ماذا عنكَ: هل تطيع الأوامرَ الإلهية التي تتلقاها؟

 

كانت دعوة الله أقوى من النَّبي. هذا ما يجب أن يحدث لنا أيضاً! فلا يُمكننا رؤية إلَّا ما ُوضِع أمامَنا، ولكن ما يُحدِث الفرق هو ما أُخفِي فعلًا. الله كلِّي العِلم وهو يعرف الأفضلَ لنا دائماً؛ لهذا السَّبب يجب قبول كلماتهِ دائماً. لذا إذا دعاك الله كي تكون خادماً لملكوتِه، فلا تفكّر بالأمرِ مرَّتين! لأنّه يجب عليك طاعته. كُنْ حكيماً، لأنّه بمجرَّد إطاعة أمرهِ، سيكونُ هناك مكافأة.

 

كان النَّبي مستاءً بسبب السُّخرية منه كلَّ يومٍ. لكن لنكون صادقين، من الأفضل الاستهزاء بنا فعلاً بدلاً من إدانتنا؛ من الأفضلِ أن يهزأ الإنسانُ بنا عوضاً عن أن يكون لنا سعادة زائفة آتية من الشَّيطان. كلُّ من يخدم الربَّ عليه أن يكون في المكان الصَّحيح دائماً، وذات يومٍ بعد عودة يسوع، سيكون إلى جانبهِ إلى الأبد. أولئك الذين يتعلَّمون أن يكونوا خدَّاماً يرثون ملكوت السَّماوات. (متى21:7)

 

نصلِّي كي تسودَ إرادة الله دائمًا بدلاً من إرادتِنا؛ لأنَّنا عندما نكون بعيدين عن حضوره، سنقع في التَّجربة، وسيكون من السَّهل عليك اعتبار الخطأ شيئاً صَحيحاً. تذكَّر أنَّه بمعونة السَّماء فقط، نتحرَّر من فِخاخ الشَّيطان. لذلك، فإنَّ الذين يطيعون وصاياه سيجدون أنَّ موقفَهم ساعدَهم على عدمِ الاستسلامِ لإرادة العدوِّ.

 

لا يجب أن يصيبك الإحباطُ أو الحزنُ إذا سَخِرَ الأشرارُ منك. كُنْ قلقًا عندما يُصفِّق لك الضَّالون. وإذا حدثَ هذا، فذاك علامة على أنك لا تسلك بشكلٍ جيِّد من النّاحية الرُّوحية، لأنّه لا شركة بين النُّور والظلمة (2 كورنثوس14:6). كلُّ من لديه جائزة كبيرة مخصَّصة له، يجب أن يتوقّع الاضطهاد والكذب وأنواعاً أخرى من المعاناة (إنجيل متى ٥: ١٠).

 

لم يقبل الجميعُ الكلمة من خلال إرميا النَّبي. لذلك لا تقلق إذا حدث ذاتُ الشَّيء معك. فإذا قام النَّاس الأشرارُ الموجودين داخل بيت الربِّ ضدَّك أحياناً، استمرَّ في طاعة الربِّ، وسوف ترى مجده.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز