رسالة اليوم

22/03/2020 - من يستطيع الوقوف ضدك؟

-

-

 

وَلكِنَّ الرَّبَّ مَعِي كَجَبَّارٍ قَدِيرٍ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَعْثُرُ مُضْطَهِدِيَّ وَلاَ يَقْدِرُونَ. خَزُوا جِدًّا لأَنَّهُمْ لَمْ يَنْجَحُوا، خِزْيًا أَبَدِيًّا لاَ يُنْسَى. (إرميا11:20)

 

تعرَّضَ إرميا للاضطهاد لأنَّه كان رجلُ الله. فالذين يخدمون الربَّ لن يرضوا النَّاس دائمًا. في الماضي والحاضر أيضاً. خدعَ الشَّيطان الذين كان يجب عليهم قبول مشيئة الله. وبدأوا بعبادة آلهةٍ أخرى، فتمَّ سَبيُهم. واليوم تسبَّبت الحداثة والازدهار والدَّعارة والعديد من الآلهة الأخرى لكثيرٍ من المسيحيين في نسيانِ الله العليّ.

 

في كثيرٍ من الأحيان لا يستقبل النَّاسُ بشكلٍ حسَنٍ الرِّسالة التي أرادنا الربُّ أن نسلِّمها إليهم. فبعضُهم يغادرون الكنيسة بسببِ رسالةِ المواجهة التي نقدِّمها عندما نحذِّرهم من أنَّ الطريق الذي يسلكونه سيقودهم إلى الجَحيم. ورُغم ذلك لا ينبغي لنا أن نعتبر هذا "خسارةٌ" لنا، ولكن حريٌّ بنا أن نكون مُخلِصين لأبينا فقط. وهو سيقدِّم الموارد الّلازمة لنا إذا أولينا الإحترام له.

 

يجب أن يكون أبناءُ الله مُخلِصين للوصايا الإلهية؛ لا ينبغي أن نكون مثل السِّياسيين الذين يُعانقون ويصافحون الآخرين مُظهِرين أنفسَهم على غير الحقيقة. لديهم هدفٌ للوصول: تصريحٌ يرغبون الحصولَ عليه؛ أمَّا نحنُ، فخدَّام الربِّ، لنا هدفٌ نسعى إليه أيضاً: أن نعمل إرادة الربِّ. تختلف أفكارُ الربِّ عن أفكارنا، وإرادتنا ليست مثل إرادته (إشعياء 55: 8). لذلك يجب أن نتخلَّى عن كلِّ ما يُعارض الخطة الإلهيّة.

 

يجب أن نكون حذرين مع اقتراحات الشَّيطان. لقد قدَّم ليسوع كلَّ ذهبِ العالم، واليوم يستخدم شخصًا لإقناعك بأن تصبح سياسيًّا مثلاً، أو لتبدأ عملاً تجارياً جديداً، وذاك يقودك للفشلِ بكلِّ تأكيد. في بعض الحالات يقدِّم العدوُّ وظيفة لإبنكَ، أو مساعدة إضافية كي تكون بين يديهِ. كُنْ حذراً مع المرأة الزَّانية، لأنَّها تتمتَّع بذات قوَّة الإقناع التي خُدِعَت بها حوّاء.

 

لا يهمَّ حجم المعاناة مهما كان كبيراً، سواءً كانَ ذلك في جسدِك، أو حياتك المالية أو المعنوية. في كلِّ حالٍ كُنْ مخلِصًا لما دعاك القيام به. لا تتنافس مع شخصٍ يبدو أنّه ناجحٌ. فالنَّجاح الحقيقيُّ يتمُّ عندما تُنقذ النّفوس وتتقدَّس وتتعمَّد بالرُّوح القدس. لأنَّ الشَّجرة تُعرف من أثمارِها. (متى20:7)

 

الله لا يكتب شيئًا بأحرفٍ خاطئة؛ لذلك الفلسفة القائلة أنَّ الغاية تبرِّر الوسيلة هي مجرَّد كِذبة. لا تبكي على شيءٍ حدثَ في الماضي. لكن اطلب من الربِّ غفرانَ خطاياك، واشكر الربَّ إن كان ما تفعله ناجحًا. لا تأخذ المجدَ الذي يجب أن يكون لله دائمًا. (أشعياء8:42).

 

كان إرميا شديد الصَّرامة فيما يتعلّق بمهمَّته. لذا كادَ يُقتل عدَّة مرَّات. لم يكن نجاحُه مكتمِلاً لأنَّ ملك يهوذا رفض الإستماع إليه، ولكن كلماته تحقّقت لأنّها كانت صحيحةً. لذا كُنْ مُخلِصًا لِما يقوله الله لك من خلالِ الكتاب المقدَّس.

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز