رسالة اليوم

19/03/2020 - هكذا تمَّ تأسيسُك

-

-

 

بِالْبِرِّ تُثَبَّتِينَ بَعِيدَةً عَنِ الظُّلْمِ فَلاَ تَخَافِينَ، وَعَنِ الارْتِعَابِ فَلاَ يَدْنُو مِنْكِ. (إشعياء14:54)

 

الله لم يغضّ طَرفَه عندما حَمل صولجانه من أجلك. لقد دفع ثَمن فدائك بالفعل عندما اختارك؛ لذلك يجب عليك احترام ما فعله من أجلك. يُعلن الكتاب المقدَّس أنَّ الله القدير لم يشترِ الإنسان بفضَّة أو ذهب أو أيّ شيءٍ يفنى، بل بدم ابنه الثَّمين ( بطرس الأولى ١: ١٨-١٩). لذلك لا تقبل أكاذيب الشَّيطان التي يلفقها عن خلاصِك بطريقة غير صحيحة.

 

ربّما تسير في طرق شرِّيرة ولهذا السَّبب عينه أنت بعيد عن الربِّ. ورغم ذلك لا يزال اختيارك ثابتاً. فلا تستمع إلى أقاويل العدوِّ أبداً، لأنَّ كلماته لا تمتلك أيِّ رصيد. يقول القدير في هذا النصّ من إشعياء أنّه أسَّس خلاصك بالبرِّ- العمل الذي قام به يسوع على صليب الجُلجثة. كلُّ من يسمع دعوة الله للانتماء إلى شعبه يجب أن يؤمن أنَّ خلاصه مؤسَّس على موت المسيح.

 

عندما يخلِّص الله شخصاً ما، فإنه يغفر له كلَّ خطيئة. ورغم ذلك يجب على هذا الشَّخص أن يفعلَ كما فعل زكَّا: بعد أن دخل السَّيد منزله، قرَّر أن يُصلح كلَّ خطأ. قال يسوع أنّ موقف جابي الضّرائب هذا يدلُّ على أنَّ الخلاص قد سكن في ذلك البيت. أولئك الذين يخفون تجاوزاتهم لن ينجحوا، لأنَّ الجاني يقول الكذب دائماً كي تظلَّ خطاياه مخفية.

 

عندما يحصل شخصٌ ما على الخلاص، يسعى جاهداً ليتخلَّص من كلِّ قيدٍ، لكن مهما حاول قبل ذلك، فالقوَّة الظالمة موجودة في حياته. ويلٌ للذين لا يمتلكون إحسان الربِّ، لأنَّ "الجلادين"- الشَّياطين- لن يتركوه وحده. إنَّ العمل الذي يقوم به الله في التائب هو أكبر ممَّا يُمكن للمرء أن يتخيَّله. علاوةً على ذلك عندما تأسَّس في البرِّ، لم تعد القوّة الشِّريرة تقترب منه.

 

يجب ألَّا يخشى المخَّلصون من هجمات العدوِّ، لأنَّ حياتهم خالية من قوّة الشَّيطان وكأبناء لله يمكنهم التَّمتع بالسَّلام والأمان. لم يختر المسيحيُّ الذي يخاف مواجهة الشَّيطان الباب الضَّيق أو الطريق الوعر (متى14:7). من ناحيةٍ أخرى، أولئك الذين هم في شركة مع الربِّ جريئون كالشَّبل.

 

يفصلنا الخلاصُ إلى الأبد عن القوَّة الجهنميّة. ستكون مأساة إذا استطاع الشَّيطان أن يعذِّب خدّام الله. لكن هذا بالضَّبط ما يفعله الشَّيطان لغير المخلَّصين لأنَّهم لم يُخلَقوا ثانية في المسيح، لذلك قوة الربِّ الذي هو نار آكلة لا تحيط بهم (عبرانيين 12: 29)، وبالتالي يضربهم العدوُّ.

 

سوّي علاقتك مع الله إذا كان الشَّيطان قد نجحَ في تخويفك بشأن الغد أو زرع القلق في خبايا قلبك، وقد تأثرتَ ببعضِ تهديداته. من ناحيةٍ أخرى، يختلف الوضعُ مع المخلَّصين لأنَّ الهاوية تفصلهم عن قوَّة الشَّر.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز