رسالة اليوم

18/03/2020 - تلاميذ الربّ

-

-

 

وَكُلَّ بَنِيكِ تَلاَمِيذَ الرَّبِّ، وَسَلاَمَ بَنِيكِ كَثِيرًا. (إشعياء13:54)

 

 

إنَّ اختيارك والهبات التي منحَها الله لك لا رجعة فيها. لا يمكن للربِّ أيضاً أن يلغيها إلَّا إذا سَّلمت نفسك للعدوِّ. عندما يختارُ الله إنساناً ما، يحدث ذلك بدافع الحبِّ لذلك الشَّخص. ومع ذلك يجب على الذين دعاهم اللهُ القديرُ أن يحذروا من الشَّيطان لأنَّه سيبذل قُصارى جهده لإبعادِهم عن مكانتِهم في المسيح، لكنَّه لا يستطيع فِعل ذلك إلَّا إذا وجَد موطئ قدمٍ له. لذا عليكَ أن تكون مخلِصًا للربِّ كي تواجِه هذا الاحتمال لئلَّا تضلَّ.

 

دُعي المخلَّصون ليكونوا تلاميذ يسوع، لذلك لا تزدري بالّذين تمَّت دعوتُهم للقيام بعملِ الربِّ. إنَّ الآب السَّماوي لن يفشلَ أبدًا في الإستجابةِ وحماية وفِعل كلِّ ما يلزم لإنقاذ أولاده. إذاً بعبارةٍ أخرى،ً كلُّ من يُعارِض الذين ينتمون إليه، يقاوم حدقة عينِ مخلِّصنا (مزمور 17: 8)، لذا فإنَّ الشَّيء الصَّحيح الذي ينبغي عمله هو احترامُ الذين نالوا الخلاصَ.

 

للأسف إنَّ بعض خدّام العليِّ يبتعدون بسببِ الإحساس بالتمرُّد، والحلُّ الأفضل هو ألّا يسمعوا لِما يقوله العدوُّ أبدًا لأنَّها مجرَّد أكاذيبٍ. كما قال يسوعُ، فإنَّ الشَّيطان كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ (يوحنا44:8)، ومهمَّته هي قتل وسرقة النَّاس وأن يقودَهم إلى الهلاك (يوحنا 10: 10 أ). الشَّيء المُحزن هو أنَّ بعض النّاس لديهم تقديرٌ معيَّن له. ومع ذلك ضَع في اعتبارك أنَّ الذي يستجيب للشَّر يخطو أسوأ خطوةٍ في حياتهِ لأنّه بذلك يحرم نفسَه من نعمةِ كونهِ تلميذاً للسَّيد.

 

لا يوجد شيءٌ أكثر نفعاً من أن نكون جزءًا من جسدِ المسيح، لأنّه بمجرَّد قبولنا كأعضاءٍ في كنيستهِ، نتمتَّع بسلامٍ وفيرٍ طالما نحن في شركةٍ مع الله، لا شيءَ يُمكن أن يصيبَنا على الرُّغم من أنّنا نعيش بين أناسٍ تعوَّدوا على الثّرثرة، لكن يُمكننا أن نكون في سلامٍ لأنّنا نتعلَّم من الواحد القويّ الذي يعرف كلَّ شيءٍ.

 

يُعرَف تلاميذُ المسيحِ بالبهجة والمزاج الحسَن والجدّية في التعامل مع النَّاس. أمناءٌ في كلِّ شيءٍ. فمن يدَّعي أنّه ينتمي ليسوع لكنّه مكتئبٌ ويئنُّ تحت ثِقل أيِّ هجومٍ شيطاني، يحتاج إلى تقييمٍ عاجلٍ لنفسه، ليرى إن كان في الربِّ أم لا، لأنَّ هذا النّوع من الإحباط ليس سِمة أبناء الله. الأشخاصُ المخلَّصون هم أعضاءٌ في الجسَد الذي له رأسه يسوع، حيث تُتَّخذ القرارات.

 

حقيقة أخرى هامَّة هي أنَّ قوَّة الله تظلِّلُ تلاميذ السَّيد. فعندما نحتلُّ مكانتنا فيه، تعملُ الملائكة السَّماوية تحتَ قيادتنا، كما فعلوا تحت أُمرةِ يسوع. والمسيحيُّ الذي يعرف حقوقه يكونُ واضحاً ومباشراً: شخصٌ يُمكن الوثوق به ولن يتأثَّر بأعمالِ العدوِّ.

 

لا تدع حقوقك يتمُّ نكرانها. فالرُّوح القدس هو معلِّمك في "مدرسة الربِّ يسوع"، لذلك أعتقد أنَّ الله قد علَّمك من خلال الكتابِ المقدَّس ووضعَ هذه التعليمات موضِع التَّنفيذ. من المهمّ أن يكون موقفك في مواجهة التَّجارب ثابتًا وإيجابيًا. فالله يتوقع منك أن تكون خادمَه الحقيقي.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز