رسالة اليوم

17/03/2020 - مشورة حقيقية

-

-

 

هَلْ بَدَلَتْ أُمّةٌ آلِهَةً، وَهِيَ لَيْسَتْ آلِهَةً؟ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ بَدَلَ مَجْدَهُ بِمَا لاَ يَنْفَعُ! 12اِبْهَتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ هذَا، وَاقْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدًّا، يَقُولُ الرَّبُّ. 13لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً. (إرميا2: 11-13)

 

في كثيرٍ من الأحيانِ، ولا حتى بين الضَّالين الذين تُهيمن عليهم الآلهة الزّائفة، يعيشُ البعضُ في هَجرٍ ومعاناةٍ كاملة- نسمع أنَّهم فعلوا ما يفعله كثيرٌ من الذين كان لهم شرفُ معرفة الله الحقيقي: لكنَّهم تحوَّلوا من الربِّ إلى أكاذيب الشَّيطان. هناك أناسٌ يبدأون بشكلٍ جيِّد، لكن الجسَد يتكلَّم بصوتٍ أعلى وينتهي المطاف بهم إلى الانغماسِ في الخطيئة والغرور.

 

كيف يُمكن لشخصٍ ما استبدال نبع المياه الحيّة بآبار مشقَّقة لا تضبط ماءً؟ انظر إلى الوراء وتذكّر ما فعله الربُّ من أجلك بعد تغييرك. الشَّيطان هو عدوُّ شعب الله ويجرِّب المخلَّصين بأنواعٍ مختلفة من العروض دائمًا. اِفحص نفسَك لمعرفةِ ما إذا كنتَ قد وقعتَ في فخاخِ الشِّرير أو إذا كنتَ ثابتاً في الإيمان أو ساقطاً في الخطأ.

 

استبدالُ مجد الله بما لا ينفع هو ارتكابٌ لخطأٍ مزدوج. فأنت لا شيء بدون المجد الإلهي، حتى لو كنت تزدهر، أو تحصل على أوسمةٍ أو أردتَ أن تكون الشَّخص الذي لم يدعوك الله لتكونه. كما ترى، فإنَّ العالم سوف يمضي، ولكن الذين يفعلون إرادة الآب فقط سيثبتون إلى الأبد. الأمر الإلهي هو: لا تحبّ العالم ولا الأشياء التي في العالم. (1يوحنا15:2).

 

الآبار التي يحفرها الإنسان مشقّقة لأنّها لا تحمل أحلامه؛ بينما نبع المياه الحيَّة يمكنه تطهيره. لذا عُد إلى محبَّتك الأولى ولا تدع الموت- طبيعة الشَّيطان- يسيطر عليك. كُن ما دعاك الله لتكونه، و اسعَ للحصول على ما يريد أن يعطيك. لا يجب أن تكون اللّعنة بين يديك. عُد إلى اعتمادك على الله كما كنتَ في البداية.

 

إنَّ القدرة السَّماوية مندهشة ومرتاعة ومتألِّمة بسبب حماقة الكثيرين من أبناء الله. ملائكة الربِّ تشعر هكذا لأنّهم لم يعودوا قادرين التّصرف لصالح هؤلاء النّاس؛ وهم يعرفون ما سيفعله الجحيمُ لأيِّ شخص يبتعد عن الربِّ. إضافة إلى ذلك، تدرك الكائنات السَّماوية أنه بسبب خطايا هؤلاء النّاس لا يمكنهم فعل أيّ شيء. لا تدع السَّماء تحزن بسبب فِعلتك؛ أعِد تأسيس الشَّركة الخاصّة بك مع العليِّ الآن.

 

إذا سمحتَ للجسَد بممارسة السُّلطان على حياة إيمانك، فهذا مؤشِّر على أنك عدتَ إلى الخنزير الذي تركته سابقاً. لا تحتقر ينبوع المياه الحية، فبه كلُّ ما تحتاجه لتجنّب الخسارة إلى الأبد. لا تفعل الشَّر بعد الآن. مياه ذلك النّبع لها القدرة على الشِّفاء والتطهير وإعادتك إلى أحضان الله القدير. إنه عزاءك الحقيقيّ!

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز