رسالة اليوم

15/03/2020 - تسبيحٌ حقيقيّ

-

-

 

أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ إِلهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِي، وَأُمَجِّدُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ. (مزمور12:86)

 

إن كنتَ تمشي في طريقِ الربِّ، فسوفَ تسلك في الحقّ؛ وإذا كان قلبُك موحّدًا لمخافة اسم يسوع، فسوف تنتصر في جميع المعارك. وهكذا سيحدث شيءٌ رائعٌ في حياتك: ستسبِّح القدير من كلِّ قلبك وسوف تمجِّد اسمَ ابن الله الذي لا يُقهر إلى الأبد. باتِّباع هذه الخطوات، سوف تصبح شخصاً بحسبِ قلب الآبِ.

 

إنَّ تسبيح الربِّ هو أكثر من مجرَّد قولِ الكلمات. في كثيرٍ من الأحيان، يثيرُ الفردُ غضبَ الله بسببِ إقامتهِ في الخطيئة، وحتى لو سجَد أثناء العِبادة معلِناً محبته العظيمة لله، مرنِّما هلِّلويا ومستخدِماً نفس الكلمات التي يستخدمها المصلُّون الحقيقيّون لتمجيد اسم الله القدُّوس. فالذي يعيشُ في الخطأ ويحاول أن يستفيدَ من الربِّ ليس أكثر من منافقٍ.

 

الآية التي ندرسها تتبع ذات الرِّسالة السَّابقة. هل تفهم أنَّ الله لا يريد الشَّكليات والكلمات الفارغة، التي لا تعبّر عمَّا هوَ في قلب النّاس بالحقيقة؟ كيف يُمكن لأحدٍ أن يقول إنَّ الله صالحٌ إذا لم يُثبِت ذلك؟ أيُّ شخصٍ محترمٍ يُصاب بالرِّيبة عندما يبدأ شخصٌ لا يعرفه بالتّملُّق. أليس كذلك؟ تأكّد أنَّ الشَّيء نفسه يحدث مع أبينا.

 

يتمُّ التّسبيح الحقيقي من كلِّ قلوبنا. فلا أحد يقيم في البلايا، ويشكر الله من أجل الصِّحة والازدهار وغيرها من البركات التي يحتاجها ولا يمتلكها. يمكن للشَّخص المتديِّن، على الأكثر، أن يقدِّم خدمة من الشّفاه فقط. لكنَّ مدح الربِّ من صميم القلب هو من صلاحيات الذين نجوا من الشَّر، لأنَّهم يتحدّثون بسلطانٍ لدرجة أنَّهم يسبِّبون الدَّهشة للذين يستمعون إليهم.

 

أولئك الذين شُفيوا أو تلقوا البركات بالإيمان يدركونَ حقيقة حدوث ذلك بسبب اسم يسوع. قد تمضي سنواتٌ لكنَّهم لن ينسوا اليوم الذي ساعدهم فيه اسمُ الربِّ القدُّوس. هذا هو المَدح الحقيقي، وله سببه، وبالتالي يظهر لمن حولهم أنَّ القوّة السَّماوية قد ساعدتهم. الحقيقة هي أنَّ الله يشفي ويحرِّر ويساعد الذين يتبعون توجيهاته.

 

الحمدُ الذي يُرضي الله يجب أن يأتي منه. لذا دع الرُّوح القدس يفتح ذهنك للكتاب المقدَّس، وبعد ذلك ستكون حياتك مصدراً حقيقيّاً للامتنان والحمد لله. يجب أن نحمده بالرُّوح والحق (يوحنا 4: 24)

 

استُخدم داود لكتابة ما أثبته القدير أنّه حقيقيٌّ. سأل كاتبُ المزمور والله علّمه أن يسيرَ بحسبِ طرقه وقد سارَ بدورهِ بحسبِ الحقّ. كان قلب داود متوحّدًا لمخافة اسم الربِّ، ونتيجة لذلك فضّل العدوُّ عدم مواجهته لأنّه سيُهزم بالتأكيد. ليت قلبك يكون متوحِّدًا مع الله كي تكون منتصرًا دائماً!

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز