رسالة اليوم

10/03/2020 - الحلّ لمشكلة المتمرِّدين

-

-

 

الْجُلُوسَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، مُوثَقِينَ بِالذُّلِّ وَالْحَدِيدِ. 11لأَنَّهُمْ عَصَوْا كَلاَمَ اللهِ، وَأَهَانُوا مَشُورَةَ الْعَلِيِّ. 12فَأَذَلَّ قُلُوبَهُمْ بِتَعَبٍ. عَثَرُوا وَلاَ مَعِينَ. 13ثُمَّ صَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، فَخَلَّصَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ. 14أَخْرَجَهُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، وَقَطَّعَ قُيُودَهُمْ. (مزمور107: 10-14)

 

 

يُخطئ كثيراً كلُّ من يُهاجم كلمة الله ويكره مشورة العليِّ. لا يوجد تفسيرٌ معقولٌ لمثلِ هذا العمل، إلَّا إذا تمَّ القيام به لأنَّ الشَّخص محمولٌ بأكاذيب الشَّيطان. ستكون المعاناة التي يمرُّ بها هذا الشَّخص كبيرة للغاية؛ بالنِّهاية كونه بعيدًا عن الحماية الإلهية، سيكون في مجالٍ مفتوحٍ لهجمات الشِّرير. ورغم ذلك، إذا امتلكَ محاكمة عقلية سليمة، فسيعود بتوبةٍ صادقة.

يجلس المتمرِّدون في الظلام حيث لا يُضيء نورُ الربِّ- يقيمون في ظلِّ الموت، مقيَّدون بسلاسلٍ حديدية موجِعة. ولا يشعرون بشيءٍ سوى الألم من النّاحية الرُّوحية. وفي الأحوال الطبيعيية غير قادرين على تحريرِ أنفسِهم لأنَّهم خارج حماية الله، والأرواح الشِّريرة تستعبدهم.

يهبِط قلبُ الإنسان المتمرِّد بسبب الجهد والقلق. وهذا يعني أنّه لا يعرف السّلام، وإذا وجد نعمة في حياته، فإنَّ حالته الرُّوحية العقلية لا تسمح له بالاستمتاع بالأشياء الجيّدة. تصبح الحياة مُمِلّة، غير سعيدة، وبالتالي لا يجد متعةً في كلِّ ما يفعله. حياة يائسة! لن يصيبه كلُّ ذلك لو يحترم الربَّ فقط.

 

يسقط كلُّ من يعيش بعيداً عن الله دائماً. لن ينجحَ مَهما كان مجتهداً. أمرٌ غير معقول، كلّ ما يحصل عليه يذهب إلى كيسٍ منقوب، يفشل في حياته المِهنية والعائلية، وفي وضعهِ المالي أيضاً، حتى صِحَّته تصبح ضعيفة. يُعتبر هذا الشَّخص سيِّئ الحظ لأنَّه أسيرَ الموت.

 

يخسر المتمرِّدين كثيراً حتى لو صلَّى من أجلهم أقدس خادمٍ لله، لن يحصلوا على شيءٍ أبداً. فعدم الامتثال لوصايا الله يُبطل إيمان الذين هم على استعدادٍ للمساعدة؛ لا يمكن للأطباء شفاء مرضهِم، وقد سئِم المحامون العملَ من أجلهم.

ورغم ذلك، إن كان المتمرِّد على استعدادٍ ليدعو الربَّ، فسوف يستجيب له. بغضِّ النَّظر عن بُعدِه، فإذا اعترف بحالته الحزينة وصرخ للربِّ، فإنَّ الله الرَّحيم سوف ينفذه ويخلِّصه تمامًا. لا توجد حدودٌ لقبول التوبة وتحقيق الإحسان الإلهيِّ.

يتوقع العليُّ أن يتخلَّى المتمرِّدون عن جنونِهم ويصرخوا له. عندها سيتصرَّف الربُّ ويُخرجهم من الظّلام وظلال الموت وسيكسر قيودهم إرَباً حتى لو كانت مصنوعة من الحديد. أيْضًا مِنَ الْيَوْمِ أَنَا هُوَ، وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ، وَمَنْ يَرُدُّ؟» (إشعياء13:43).

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز