رسالة اليوم

07/03/2020 - ضلّوا في الخطأ

-

-

 

وَيْلٌ لِلْمُتَمَرِّدَةِ الْمُنَجَّسَةِ، الْمَدِينَةِ الْجَائِرَةِ! 2لَمْ تَسْمَعِ الصَّوْتَ. لَمْ تَقْبَلِ التَّأْدِيبَ. لَمْ تَتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ. لَمْ تَتَقَرَّبْ إِلَى إِلهِهَا. (صفنيا3: 1-2)

 

 

لقد كانت أورشليم فرحُ الربِّ تماماً، أمّا الشَّخص الذي يضلّ ولا يستمع إلى صوتِ الربِّ يُصبح متمرِّداً، وبالتّالي يتلوَّث ويُصبح مقيَّداً. لا يوجد سلامٌ لهذا النَّوع من الأشخاص؛ سيكونُ مستقبله مظلمًا وصعبًا، وفي النِّهاية سيخسر إلى الأبد. لا أستطيع أن أفهمَ لماذا الّذين رأوا يدَ الله تعمل من أجلهِم مرَّات لا تُحصى يحتقرون الحبَّ الإلهي. اختيار الشَّر هو خيارٌ كارثيٌّ دائماً.

 

يرمز أبناءُ إسرائيل إلى الذين يولدون لعائلة الله. كانوا عبيداً في مِصر قديماً، ولم يكونوا أسياداً لأنفسِهم؛ كانوا يعيشون تحتَ ظلم فِرعون. وهكذا نحنُ قبل أن نتغيَّر كنّا عبيداً للعدوِّ بالطبيعة. لقد عِشنا تحت سيطرة قِوى الظلام، وبغضِّ النَّظر عن مدى كفاحِنا بالأعمال الصَّالحة، لم نتمكّن من الخروج من تحت نير العدوّ.

 

بدون التّطهير المتجدِّد الذي يفعله روحُ الله فينا، تبقى أراوحُنا ملطخة بخطية آدم، ولا نكون أحراراً من فِعل قوى الظلام. يُهيمن علينا روحُ التَّمرد بأهوائه وإدمانه، وأخيراً يجعلنا الظّلم رعاياه. هذه الرُّوح تضطهِدنا وتستخدمنا لإلحاقِ الأذى بالآخرين أيضًا. أولئك الذين ما زالوا تحتَ حكم مَملكة الظلام سينقادون إلى فعل أشياءٍ سخيفة.

 

 

لم تعد أورشليمُ تسمع صوت الله. وأعلنَ الأنبياء عن قرب مجيء السَّبي، لكنَّ شعبها لم يفهموا أنه من المُمكن منع هذه العبودية- لقد توجّب عليهم التوبة. كم عدد التّجارب التي كان يمكن لشعبِ الله أن يتجنّبها لو طلبوا الربَّ بكلِّ قلوبهم فقط، تائبين عن أفعالِهم الشِّريرة؟ ينتظر العليُّ أبناءه بصبرٍ كي يعودوا إلى الطريق الصَّحيح.

 

إنَّ "التّأديب" بركةٌ إلهيّة. فعندما نبتعد عن الطريق، نُحزِن الربَّ ويحوّل وجهه عنّا. ثمَّ نصلِّي ولا نستعيد شركتنا معه. الربُّ يفعل هذا من أجلِ مصلحتِنا لأنّنا إذا واصلنا بفعلِ الخطأ ولم نفقد سلامَنا، فإنّنا لا نلتفت إليه وبالتالي سيضيعُ الكثيرون إلى الأبد. أمرٌ جيدٌ جداً أن نفهم "تأديبه" ونثق به.

 

لو فهمتْ المدينة المقيَّدة النِّداء الإلهيّ، لَما تمَّ سَبيُها. وإذا لم يذعن أبناء الله إلى التجارب، فسيحفظهم راعي إسرائيل إلى الأبد. إذا لم تكن في شركةٍ مع الله، فعُد راجعاً إليه لئلّا يطالك الشَّر. العيشُ تحتَ اليد الإلهية هو أفضلُ طريقة!

 

يدعوك اللهُ كي تقتربَ منه. لذا صلِّ الآن بإخلاصٍ واعترف بخطاياك. فتشعر بالشَّوق لمعرفة الكلمة المُباركة. سوف تكتشف نفسَك كم هو حسَنٌ أن تعيش تحت حماية الله الذي هو الحبُّ الحقيقيُّ والكامل (يوحنا 4: 16).

 


محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز