رسالة اليوم

05/03/2020 - تقدماتٌ حكيمة

-

-

 

وَمَلْعُونٌ الْمَاكِرُ الَّذِي يُوجَدُ فِي قَطِيعِهِ ذَكَرٌ وَيَنْذُرُ وَيَذْبَحُ لِلسَّيِّدِ عَائِبًا. لأَنِّي أَنَا مَلِكٌ عَظِيمٌ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ. (ملاخي14:1)

 

أمرٌ ضروري أن تفعلَ الوصايا الإلهية بأمانة تمامًا في الحياة المسيحيَّة كما تمَّ تأسيسُها. حيث نجد أمثلةً في الإنجيل عن أشخاصٍ لم يقبل الله تقدماتهم بسببِ عِصيانهم. حدث هذا مع قايين الذي رفضَ الله ذبيحته بسبب عدم اهتمامه بما قاله الربُّ له. الإنسان لا يمتلك شيئاً يعطيه لله بالحقيقة. لن نُقبل إلَّا إذا تصرَّفنا وِفقًا لِما يكشفه لنا.

 

الآبُ الأبديُّ والكاملُ لا يحتاج إلى أيِّ شيءٍ آتٍ من الإنسان. فهو يساعدنا عندما يُرشدنا إلى ما يتعلَّق بتقدمةٍ أو أيِّ موضوع آخر. وقد استفدنا حقًا من توجيهات القدير. لذا كُن أمينًا فيما قيلَ لك كي تفعله وإلَّا فسوف تُرفَض كما حدثَ مع قايين.

 

يتحدَّث الحبّ الإلهي في هذه المسألة دائمًا عن حالة القلب فيما يتعلَّق بالتَّقدمة والكلمة تقول إنَّ الله هو الذي يعطي بذاراً للزارع (2كورنثوس10:9)، ولكن إذا أكلَ الزارع ما ينبغي زرعه، فلن يُمنح له الخبز، ولكن إذا زرع بفرحٍ وسرورٍ، سيكون الربُّ سعيدًا. قُمْ بإقامة شراكة قويّة مع الآب باتباع التّعليمات الإلهية، وبالتَّالي ستُفتح لك الأبواب.

 

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ خالق السَّماء والأرض يريد أن يباركنا ويشفينا ويخلِّصنا ويُغنينا، لذلك يجب أن يكون سعيدًا بأفضلِ ما يضعه في أيدينا؛ وعدم فِعل ذلك هي محاولة لخداعِه. لقد استُخدم النَّبي ملاخي في تنبيهِ النَّاس لعدم الوقوع في خطأ عدم إعطاء الأولوية للربِّ. لذلك بغضِّ النَّظر عمَّا يأمرك أن تفعله، يجب أن تفي به بفرحٍ.

 

انظر إلى الله القدير بكلِّ طرقك كي يوجِّه مساراتك. احترس لأنَّ التَّحذير خطيرٌ. علينا أن ندرك أنَّه عندما نقدِّم شيئًا لله، تندلع معركة في العالم الرُّوحي، حيث يحاول العدوُّ إقناعنا بالإساءة إلى أبينا. ورغم ذلك في الوقت نفسه، يرشدنا الرُّوح القدس إلى بذل قصارى جهدنا لإرضائه؛ لذلك التزم بإرشاده في جميعِ الأوقات.

 

علاوةً على ذلك، هناك طريقة واحدة لخدمة الربِّ فقط: فعلَ هابيل ما قيلَ له بكلِّ سرورٍ تماماً، لذلك قُبِلت تقدمته. احتُرم حنانيا وسفيرة في البداية، لكن لم يستمرَّ ذلك حتى في النِّهاية. لذلك لا تدع الشَّيطان يؤثر على حياتك بأيِّ شكلٍ من الأشكال لأنَّه كلامُ الله. يجب أن تخدمه بكلِّ ما تملك وطيلة حياتك.

 

تُعطى المكافأة للأمناء حتى بعد مَماتهم، فما زال دمُ هابيل يتكلم (متى35:23، لوقا51:11). ليت أعمالك تتكلم أمام الآب إلى قلبِ شخصٍ ما بعد موتك، تمامًا كعظام النَّبي اليشع (الملوك الثاني21:13). آهٍ ما أعظم الربُّ وكم هو صالحٌ للذين يستمعون إليه.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز