رسالة اليوم

04/03/2020 - التَّجارب التي سمحَ بها الله

-

-

 

«إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، 2وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا، 3فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الْحَالِمِ ذلِكَ الْحُلْمَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. (تثنية13: 1-3)

 

تمتلئ رحلة إيماننا بأحداثٍ جميلة، ولكنّنا نواجه الامتحان أحياناً. أمرٌ جيِّد أن نكون مستعدّين لمثل هذه الأوقات لأنَّ الربَّ سيسمح بامتحانِنا للكشفِ عمَّا يوجد في قلوبنا ( 1تسالونيكي 2: 4). حدث هذا مع يسوع أيضاً، بالنِّهاية الرُّوح القدس هو الذي قاده إلى البرِّية كي يُجرَّب (متى 4: 1 ؛ لوقا 4: 1). لذلك كلُّ الذين لا يريدون خدمته سوف يسقطون في فخ الشَّيطان.

 

تتحدَّث الآيات المذكورة أعلاه من سِفر التثنية عن أشخاصٍ قادرين على قولِ كلمة خاصَّة أو صُنع العجائب. عندما يصادفنا مثل هؤلاء الأفراد، نشعر بالرِّضا، لكن من الأفضل لنا أن نتحلَّى بالحكمة وأن نثبت بحزمٍ فيما تقوله الكلمة لأنّه يمكنُ للعدوِّ أن يستخدمهم أيضاً.

 

لا يهمَّ ما يفعله شخصٌ ما في نظرك، لأنَّ إخفاقه لا يمكن أن يُضعِف كلمة الله ولن يؤدي نجاحه إلى تقويتها لأنّها لا تتغيَّر. كلُّ ما يسمح الله القدير لك بفهمه عند قراءة الإنجيل أو الاستماع إلى الوعظ بالكلمة هو صوته الذي يجب أن تلتفتَ إليه. لا تستبدل ما تعلَّمه قلبك من الآب بأيِّ شيء، لأنَّ ما زاد على ذلك فهو من الشِّرير (متى37:5).

 

قد تصلُ التَّجربة إلى نقطةٍ تدعوك لتبعيّة آلهةٍ أخرى. بالطبع سيأتي الجحيمُ بجاذبيةٍ أقلَّ كعقائدٍ ليس لها أساسٌ كتابيٌّ، ظاهرة لم تحدث في أيام الأنبياء أبداً ولا الرُّسل أو الربّ إلخ. لذلك إهرب منها ولا تستسلم لغوايات الشَّيطان مهما كانت مغرية أو تبدو روحانية أكثر. اذهب للتَّجربة ورأسك مرفوع عالياً.

 

صلِّ عند مواجهة التَّجربة، ولكن اذهب أبعد من ذلك: انظر إلى المكتوب في الكتاب المقدَّس. فلا يوجد عند الله كتاب مقدَّس جديد آخر، لأنَّ كلمته كاملة وقد خُتِمت. ما يفعله الرُّوح القدس اليوم هو إرشادنا إلى كلِّ الحق (يوحنا 16: 13 أ). سوف يُخبرنا بما سمِع من الآب، لكنَّ ذلك يستند على الكتاب المقدّس دائمًا. علاوةً على ذلك فإنَّ الربَّ لن يغيِّر ما نطقَ به أبداً.

 

يجب أن نمارس محبَّتنا لله من كلِّ قلوبنا وأرواحنا. الوصيَّة هي أن لا نسمع لقول النبيِّ الكاذب. على سبيل المثال، الاعتقاد بأنَّ الله سيجعلك أرمل(ة) كي تتزوج من آخر، تظنُّ أنَّه سيجعلك أكثر سعادة هو إستماع للشَّيطان. يجب أن تستجيب وتخدم الله فقط. من لا يتكلَّم وِفق الشَّريعة والشَّهادة ليس له فجرٌ (اشعياء 8: 20). الشَّخص الذي يحبُّ الربَّ حقًا لن ينجرف أبدًا بالبدع والمواقف التي تنتج نجاحًا زائفًا وتُغري الغافلين.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز