رسالة اليوم

02/03/2020 - غنيٌّ في المجد

-

-

 

لِكَيْ يَزْدَادَ افْتِخَارُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ فِيَّ، بِوَاسِطَةِ حُضُورِي أَيْضًا عِنْدَكُمْ. (فيليبي26:1)


لم يكن بولسُ خائفًا من دعوة مجد الربِّ على عكسِ الكثير من المسيحيين. لم يفكِّر الرَّسول في الحزن. بالنِّهاية،لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ. (فيلبي21:1). لا يملك الكثيرون الشَّجاعة لإطاعة الوصيّة "اذهبوا" الصَّادرة عن يسوع (مرقس15:16)، خوفًا من حدوث أمرٍ غير سارٍّ لهم. ورغم ذلك يجب أن نذهبَ حتى لو كان الموتُ هو تكلفة الحديث عن الإنجيل.

 

عندما يكون لدى المسيحيّ هذا المفهوم، فلا يهتمّ بأيِّ تهديد قد تتّخذه مملكة الظلمة ضدَّه بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، لأنَّه يعلم أنَّ التواجد مع الربِّ أفضل بلا حدودٍ. ورغم ذلك، فقد وثِقَ بولسُ في كلماته واعتقدَ أنّ الأكثر أهمية هو مواصلة العيش في الجسَد، فبهذه الطريقة يمكن أن يكون أكثرَ فائدة لشعبِ الله. ما يهمُّ هو أن نبذل قصارى جهدنا من أجلِ ملكوت الله.

 

تُعلِّمنا كلماتُ بولس أنَّ اهتمامَنا يجب أن يكونَ من أجلِ تحقيق رسالتنا في الإنجيل. يجب أن نسعى طالبين من الربِّ تلقّي إلهامٍ جديد حتى يُلهِم الآخرين. دون أيِّ شكّ، فإنَّ فرصة الإعلان عن الرِّسالة التي تغيِّر هي واحدة من أعظم البركات التي تلقيناها من الآب. ومع ذلك، فإنَّ الشَّخص الذي يخسر مثل هذه الفُرصة لا يستطيع تخيّل القرار الكارثي الذي اتَّخذه.

 

اختارَ بولسُ البقاء في الجسد حتى يزداد مجد الأخوة في فيليبي أكثر فأكثر من خلالِ خدمته في المسيح. ونحن لدينا ذاتَ العمل الذي يتعيَّن علينا القيام به، يجب علينا أن نسعى جاهدين لكي يعرف النَّاسُ الربَّ أنّه الله، المُعطي لجميعِ احتياجاتنا. فإذا قمنا بالعملِ كما يجب القيام به، فسوف نُثري إخواننا وأخواتنا، وبالتالي نمكِّنهم من تذوّق جميع العطايا السَّماوية.

 

لن يكون هناك وقتٌ آخر لأداءِ العمل الأكثر أهمية في كلِّ الأزمنة: رِبحُ الخطاة. لكن إذا تعثّرنا الآن، فسوف يهلك ملايين النّاس إلى الأبد، لذلك نحن بحاجةٍ إلى إعلامِهم بعطيّة الله. لا يُمكننا تبديد أوقاتنا بما هو عديم الفائدة. الحكيم سوف يسعى جاهداً لاستخدام كلِّ الوسائل للتَّحدث عن الحبِّ الإلهي. يبارك الربُّ الذين يقومون بعملهِ.

 

ماذا تسأل الله في صلاتك؟ هل تقلق بشأنِ الأمور العِلمانية أو تطلب من الله المزيد من الحِكمة والقوَّة والفُرص للقيام بعمل الإنجيل؟ إن كانت دوافعك دنيوية، فأنت لا تعرف الثّروة الحقيقية المُخزَّنة للذين يكرِّسون أنفسَهم لخدمة الله.

 

جاهِد من أجل الكنز الذي لا يفنى. ولتحقيق هذه الغاية، إذهب إلى الخطاة وتحدَّث عن الحبِّ الإلهيّ دون احتقارٍ للذين خلُصوا بالفعلِ؛ بالنِّهاية، هم يحتاجون أيضًا إلى شخصٍ يقدِّم الكلمة لهم. في جميع الأوقاتِ، دع الله يستخدمك لتقديم معرفة الحقّ وابذل كلَّ جهدك كي يزداد مجدُ إخوتنا في المسيح أكثر وأكثر!

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز