رسالة اليوم

29/02/2020 - كُن كاملاً في المَسحة

-

-

 

هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَجْرُوا حَقًّا وَعَدْلاً، وَأَنْقِذُوا الْمَغْصُوبَ مِنْ يَدِ الظَّالِمِ، وَالْغَرِيبَ وَالْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. لاَ تَضْطَهِدُوا وَلاَ تَظْلِمُوا، وَلاَ تَسْفِكُوا دَمًا زَكِيًّا فِي هذَا الْمَوْضِعِ. (إرميا3:22)


الله لا يريد أن يطفئ قوّة شعبه؛ لكنّ ملوك يهوذا لم يؤمنوا بكلمتهِ، فكان الأسرُ إلى بابل هو العار الرَّهيب لهذه الأمّة التي كانت تُدعى باسم الربِّ. لا يريدُ العليُّ هلاك أيَّ إنسان، لكنَّ كبرياء النّاس وجنونهم لا يسمح لهم بإلسُّلوك حسبَ كلمته. لهذا عندما يأتي الأسرُ الأبدي، سيكون هؤلاء النّاس في حالة من اليأسِ الشَّديد، ولن يكون هناك طريقة للنَّجاة.

على الرُّغم من قولهِ أن السَّبي أمرٌ لا مفرَّ منه، لكنّ الربَّ أرسلَ إرميا ليتنبأ لملك يهوذا. في النصِّ النَّبوي كان هناك وعدٌ بأنَّ نسل داود سيدخلُ عبر البوابات الملكيّة ويجلسُ على عرش يهوذا إلى الأبد (إرميا 22: 4). لكن على الرُّغم من أنَّ فرص حدوث ذلك كانت ضئيلة، إلّا أنهم لم يأخذوا الأمرَ على مَحمل الجدّ، وتمَّ أسرُهم إلى بابل.

كثيرٌ من النّاس عميانٌ بسببِ الخطايا ويعتبرون أنفسَهم مميَّزين، كما لو كان لديهم الحقّ في إرتكاب الخطيئة. يهيمنُ الجشعُ عليهم، ولا يسمح لهم برؤية الخطر الوشيك، كما حدثَ للملك صِدقيّا- فقد ظنَّ أنه قادرًا على خِداع أعدائه وخداع العليِّ أيضاً. انتهى الأمرُ به إلى الهربِ أثناء الليل مع أولاده وجيشهِ.

لم يعتقد أبداً أنه سوف يُعامل بمثل هذا السُّوء حتى تمَّ أسرُه. لقد تخلَّى عنه جنوده، فتّش كلُّ واحدٍ عن ملجأه الخاصّ، وجاءَ ملكُ بابل إلى صِدقيَّا الذي قتل أبناءَه أمامه وقيَّد عيناه بأحجار برونزية، وأُخِذ إلى السَّبيّ حتى موته (2ملوك25: 1-7). فأولئك الذين يرفضون العطية الإلهيّة لديهم نهاية حزينة حقًا.

كانت الشُّروط التي اقترحَها الربُّ سهلة المَنال. إذا قبل الملك هذه الشروط، فسوف يسود ويُكتب عنه أنّه كان حكيماً لأنه قَبِلَ صلاح الربِّ. كلُّ ما كان ينبغي أن يفعله هو تنفيذ الحكم وقبول البرِّ، وإخراج المضطهَدين من يدِ المُضطهِد، وعدم التَّصرف بعنفٍ ضدَّ الغريب، أو اليتامى أو الأرملة، وعدم إراقة الدِّماء البريئة.

الله لا يطلب منَّا الكثير، سينظرُ الكثيرُ من القرَّاء هذا الموقف عندما يتعذَّر الهروب منه فقط. أنت تعرف أين يلمسك الربِّ، فلماذا لا تلتفت إليه؟ اتخذ القرار الأكثر حكمة في حياتك!

إذا اتّبعتَ الارشاد الإلهي والخلاصُ الذي يقدِّمه الله لك ولعائلتك، فستدخل من البوابات السَّماوية وستمكث إلى الأبد في بيته السَّماوي. لكن إذا عصيت تعليم الآبِ، فسوف تعاني البؤسَ أنت وبيتك.


محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز