رسالة اليوم

27/02/2020 - لماذا تغيِّر طريقك؟

-

-

 

لِمَاذَا تَرْكُضِينَ لِتَبْدُلِي طَرِيقَكِ؟ مِنْ مِصْرَ أَيْضًا تَخْزَيْنَ كَمَا خَزِيتِ مِنْ أَشُّورَ. (إرميا36:2)

 

 

يعلمُ اللهُ ما هو صالِحٌ لأبنائهِ، وبالتّالي فهو يبيِّن لنا الطريقة التي يجب اتّباعها حتى نتمتَّع بأفضلِ ما خُلِق. بلا شكٍّ، لا يُوجد شيءٌ أفضل ممَّا أعدَّه لنا. إنَّ رفضَ إرشاد العليِّ هو نفسُ اِعترافك بأنّك لا تؤمن بكلِّ ما لديه من معرفةٍ وأنَّه ليس صالِحاً وطاهراً وكاملًا، تمامًا عكسَ ما يقوله الكتابُ المقدَّس.

 

إنَّ اتباع الطريق الذي يُظهره الربُّ لنا هو الخَيارُ الأفضلُ. أمَّا الذين لا يقرِّرون قبولَ أو تحقيق إرادة الآب، في النِّهاية سيرون أنَّهم اجتازوا العديدَ من التَّجاربِ غير الضَّرورية ولم يَحصلوا على كلِّ ما يُريدون. ما يتخيّله الإنسانُ أو يقبله خارج كلمة الله لن يكونَ أبدًا الأفضلَ له. فهو كأبٍ كاملٍ، يُظهرُ لأبنائه الطّريق إلى الفرحِ الأبدي.

 

لا يوجد مكانٌ لإرادتنا الخاصَّة عندما نتبع طريق الربِّ، لأنّه ضيِّقٌ ويطلبُ منَّا أن نضغط على أنفسِنا ونحن سائرين فيه. لذلك، دعونا نترك وراءنا كلَّ ما يسبِّب لنا الضَّرر. في النِّهاية، سنصل أحراراً من كلِّ ما يعيقنا للاستمتاع بالخطة الإلهيّة الكاملة. السَّير في هذا الطريق هو الثِّقة بالله كلِّي العِلم والقدير، الذي طبيعته المحبّة.

 

طريقه هو الحقُّ وفيه نسترشد بالرُّوح القدس. إذا ابتعدنا عنه، بوعيٍ أو غير وعيٍ، فسوف نُدرك أنَّ الظلام سيشملنا قريبًا، وسوف تصبح أرواحُنا مضطربة. إذا تابعنا هذا الدّربَ، فسنكون في مكانٍ تسودُ فيه الخطيئة قريبًا؛ مكانٌ لم يَعد فيه السَّلام والشَّركة مع الربِّ. ما يبقى لنا هو الحزنُ والاكتئابُ والعارُ بكلِّ الطرق تماماً.

 

من خلالِ هذا الإبتعاد- صغيرٌ أو كبيرٌ- سيأتي العارُ على الذين لم يخضعوا بالكامل لإرادةِ الله. لن يُستجاب لصلواتِهم، ستكون قراراتهم هي الأسوأُ ولن يبقى أيُّ شيءٍ آخر سوى الخِزي في العالم الماديّ والرُّوحي. فإذا طلبتَ شيئًا من الربِّ حسب مشيئته ولم تُستجاب صلواتك، يجب عليك التأكّد من أنّك تمشي في طريقهِ حقًا.

 

القولُ أنك لا تعرف إرادة الآبِ لحياتك لا قيمة له. منذ اليوم الأوّل الذي سمعتَ فيه الخبر السَّار، عرفت مهمّتك بالفعل. إذا كنتَ ضدَّ خطة الله، فأنتَ في مكانٍ قيَّدك العدوُّ فيه بينَ يديهِ.

 

أولئك الذين يريدون أن يعيشوا حياةً طيِّبة، وأن يكونوا متحرِّرين من الظُّلم والفوز في كلِّ معركة، يجب أن يعودوا على الفور إلى الدَّرب وِفقًا لتوجيهات الربِّ. العيشُ في تمرُّدٍ لن يجلبَ لك سوى المصائِب- والأسوأ: إذا لم تقم بتسويةِ حسابك مع الله، فستُدان إلى الأبدِ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز