طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. (يعقوب12:1)

يُمكن اعتبار التَّجربة مفيدًة بطريقة معيَّنة. بالطّبع ليس من الجيِّد أن تكون مجرَّباً؛ ولكن عندما يحدث هذا، لا يُمكننا فِعل شيءٍ سوى تجنّبها. الصَّحيح هو عدم قبول اقتراحات العدوِّ ورفض التّجربة كما يقول الكتاب المقدَّس. فبهذه الطريقة لن يكون هناك تجاوز. وهكذا بعد تزكية إيمانك وثباتك، ستحصل على المكافأة التي يعطيها يسوعُ للذين يظلّون مخلصين.

التَّجربة ليس خطيئة بحدِّ ذاتها. تُخبرنا كلمة الله أنَّ المسيح جُرِّب في كلِّ شيء، لكنَّه لم يُخطئ أبداً (عبرانيين 4: 15 ب). لذلك كلَّما شعرت أنَّ العدوَّ يقدِّم لك شيئًا، لا تقبله. وهكذا عندما تزول التَّجربة، ستكون قوَّة الله إلى جانبك لخدمتك. خلال أوقات الصُّعوبات، يجب أن تركز على مكافأتك حتى لا تخدعك الأكاذيب القذرة الشَّيطانيّة.

تمَّ اختيار شاول ليصبح ملِكًا، لكنَّه خُدِعَ بإغراءاتِ العدوّ. ذاتَ مرَّةٍ كان أعداؤه على وشكِ تدمير جيش إسرائيل. قرَّر صموئيل النَّبي، قضاء بعض الوقت مع الملك لمساعدتهِ. لكنَّ صموئيل جاء في وقتٍ متأخر، لكنَّ شاول أحرق التّقدمة في وقتٍ مبكِّر (1 صموئيل 13: 5-13).

في مناسبةٍ أخرى، تأثَّر شاول بالظّروف المحيطة به، وعصى الكلمة، لم يكن هناك مشكلة بالنِّسبة له في أن يُبقي أبقار عماليق وأغنامهم. لذلك، منعه الله من أن يستمرَّ كملكٍ لبني إسرائيل فيما بعد (1صموئيل 15: 1-28). وهذا يعلِّمنا أنَّه لا ينبغي لنا أبداً أن نستبدل ما هو مكتوبٌ في الكتاب المقدَّس بأيِّ عرضٍ آخر، حتى لو بدا جيدًا وصحيحًا.

أرسلَ الملكُ شاول نفسُه أمرًا بقتلِ جميعِ السَّحرة في مملكتهِ. لكن لاحقاً عندما لم يشعر بوجود الله، اكتشف أنّ ساحرةً واحدة أخرى ما زالت موجودة. لذا فقد عصى الكلمة مرَّة أخرى، وخُدِع بروحٍ زائفة قائلاً إنّه النَّبي صموئيل. تسبَّب هذا الخطأ الذي ارتكبه الملكُ شاول في اعتقاد الكثيرين بالسِّحر حتى اليوم.

بأيَّة حالٍ، لا يوجد تجربة أكبر من التي عاناها يوسُف في مِصر. فلو كان يسلك بالجَسد، لأصبح حبيباً لزوجة فوطيفار. لكنَّه كان يخشى الربَّ، هربَ من إغراء العدوِّ وأُلقي به في السِّجن. تُثبت نهاية هذه القصَّة أنَّ الأمر يستحقُّ العناء أن تكون مُخلِصًا للربّ- فيما بعد، صار يوسُف كرئيس وزراء لأعظم أمَّة في العالم في ذلك الوقت.

يبحث الله عن النّاس الأمناء، وعيناه تجولان في جميع أنحاء الأرض، يبحثان عن الذين يثبتون في كلمته. قد لا يجدك أبداً في حالةٍ غير أخلاقية؛ قد تكون في أمانٍ دائم داخل مفاهيمه. الله يحبُّ الذين يحبِّونه. إكليل الحياة مُستعَدٌّ. لا تدع أحداً يسرقه منك.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز