رسالة اليوم

24/02/2020 - أتباعُ الربِّ

-

-

 

وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيق كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، (1تسالونيكي6:1)

 

كلَّما انخرط النّاسُ الذين يعرفون الحق في خدمة كلمة الله، كلما وُجد هناك تحويلات حقيقية. فالذين يسلكون حسب الجسَد، لا يستطيعون أن يُنجبوا سوى أبناء وبنات الجسَد؛ لكنَّ الذين يعيشون في محضر الربِّ يتلقَّون بذاراً غير قابلة للفساد وليست رسالة دينية (رسالة بطرس الأولى ١: ٢٣). لذلك "أتباعهم الذين تغيَّروا" أصبحوا تلاميذ صالحين، يماثلون الذين بشَّروهم بشكلٍ حقيقي، وبالتالي يعكسون صورة العليِّ بشكلٍ حسَن.

 

كان بولسُ ومجموعته مخلِصين جدًا لإنجاز ما أمرَ به يسوعُ. فهم لم يعرضوا الإنجيل على النّاس فحَسب، بل شجعوهم أيضًا على أن يصبحوا مشابهين للربّ. وهكذا صُدم غير المؤمنين، لأنَّ شهادة المسيحيين المولودين ثانيةً حديثاً كانت قوية جدًا لدرجة أنّها كانت مؤثرة في الجميع كثيراً. اليوم يجب أن يحدث نفس الشَّيء للذين يحصلوا على الخلاص، لأنَّ العالم في حاجة إلى مظهر من مظاهر أبناء الله (رومية 8: 19).

 

رغم أنَّ التّغيير ليس تلقائيًا، بالنَّظر إلى المسيحيين المولودين ثانية حديثاً، مثلُهم مَثلُ الأطفال حديثي الولادة تماماً. إذا سمحنا لهم بأن يصبحوا غير منضبطين في علاقتهم مع الله، فلن يكونوا شهادةً حسَنة، وقد يجلبون العار علينا. لهذا السَّبب يجب أن يكون شاغلنا الرئيسي هو أن يكونوا تلاميذ يسوع، نعلّمهم الطريقة التي يجب أن يتبعوها، حتى لو رحلنا إلى السَّماء، فإنَّهم سيظلّون ثابتين.

 

لذلك، لن يكون هناك فرقًا إذا تلقّوا الكلمة في أوقاتِ السَّلام أو في أوقات المِحنة، لأنَّ كلَّ الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبّون الله (رومية 8: 28 أ). لا ينبغي أن نقلقَ بشأن أيِّ شيء، لأنَّ الربَّ يعرف ما هو أفضل دائماً كي تُزرَع رسالة الإنجيل. يجب أن نكون مستعدِّين للتوجيه من قِبل أبينا، بحيث تتمُّ الأعمال الإلهية وفقًا لإرادته.

 

يجب أن نضع في اعتبارنا دائمًا أننا مرسومون لصُنع التلاميذ (متى 28: 19 أ). يُرسَل الأشخاص الذين نأتي بهم إلى الربِّ من قِبله ليتعلَّموا فِعل الشَّيء نفسه الذي تعلَّمناه من يسوع وأتباعه. أعطانا السَّيد نفسَه مثالاً كي نقتدي به، لهذا يجب ألا نتبع مثالاً آخر.

 

إنَّ الأبناء والبنات الذين نلِدهم في المسيح ثمينون للغاية، وعليهم أن يعطونا أسبابًا لنفخر بهم، فلا يحتاجون إلى التّأنيب. لهذا يجب أن نستثمر الوقت لإنتاج شخصية مسيحيّة فيهم؛ بهذه الطريقة سنكون متأكّدين من أنَّ مهمّتنا قد أُنجِزت. ورغم ذلك ينبغي أن تكون مهمّتنا هي إنتاج أناسٍ مشابهين للربِّ، وليس متدينين.

قضية أخرى مهمّة للغاية هي الكنيسة التي يجب أن نقدِّمها إلى سيّدنا. يجب أن تكون الكنيسة نقية وطاهرة ومليئة بالأعمالِ الصَّالحة (أفسس 5: 27). لذلك ليس هناك سِحرٌ كي يحدث هذا؛ بل فقط من خلال السُّلوك المسيحي. أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان شعبنا يعيش في محضر الله هو فرحُ الرُّوح الذي يجب أن نحصلَ عليه جميعًا.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز