رسالة اليوم

17/02/2020 - التَّذمر في خيامِهم

-

-

 

بَلْ تَمَرْمَرُوا فِي خِيَامِهِمْ. لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ. (مزمور25:106)

 

 

يستسلمُ معظمُ المسيحيين لعادةٍ سيِّئة وخطيرة هي: التّذمر. لكن هناك عددٌ قليل من الناس لم ينغمسوا بها في الواقع. ومع ذلك، بغضِّ النّظر عن ممتلكاتك، وما يقوله النَّاس عنك، ومهما كانت إستجابة صلواتك، وبالطريقة التي تريدها، تأكّد أنّك تعيش بسعادةٍ وِفق ما يسمح لك الربُّ به، وفي أيِّ حالة، لا تتذمّر. إحذر! لأنَّ الله يمتحنُ قلبك (مزمور 26: 2)!

 

ارتكبَ الإسرائيليون خطيئة مروِّعة في الماضي في خيامِهم: لقد تذمَّروا- ليس في الأماكن العامة فقط ولكن أيضًا في منازلهم المُريحة- وإن كانت مؤقتة لأنّهم أقاموا في خيامٍ. اليوم، فعل الكثيرون نفسَ الشَّيء في منازلهم وأمام أُسَرهم. نتيجة لذلك، ليس لديهم إيمانٌ راسخٌ وقويٌّ ولا يمكنهم مواجهة التّحديات أو التّغلب عليها.

 

هناك أشخاصٌ يبدون سعداء ويبتسمون دائمًا لكنَّهم يتذمّرون، معتقدين أنّهم بذلك يُقنِعون الآخرين أنَّ كلَّ شيءٍ على ما يرام. لكنّهم ينسون أنَّ الذين ينتمون لله ويسلكون في الرُّوح قادرون على ملاحظة الخطايا الخَفيّة. يتّسمُ المُشتكون بملامح ثقيلة غالباً، فهم حزانى، وتُظهر نظرتُهم انعدام الثِّقة.

 

يتواجد العليُّ في كلِّ مكان ويعرف كلَّ ما يحدث. لأَنَّ عَيْنَيْهِ عَلَى طُرُقِ الإِنْسَانِ، وَهُوَ يَرَى كُلَّ خَطَوَاتِهِ (أيوب21:34). تأمّل ما يحدث مثلاً، آلاف الأوراق تسقط من الأشجار حول العالم في كلِّ لحظة. يعرف الربُّ مكان سقوطهم بالضّبط، وحجم كلٍّ منهم، ووزنهم، ولونهم وأنواعِهم؛ بالنَّتيجة، لا شيء ولا قضيّة، مهما كانت صغيرة، تختفي عن بصرهِ.

 

إحرص لئلَّا تصبح متذّمراً، فذاك يُبعِدك عن الحماية الإلهيّة. تعرَّض الإسرائيليون للغضبِ الإلهي بسبب هذا السُّلوك. اليوم، أولئك الذين يشتكون- حتى لو كانوا في خيامِهم، أيّ في قلوبهم- لن يفلتوا من العِقاب. كُن شاكراً لله على ما لديك وللإيمان الذي قدَّمه لك ولكلِّ ما يريد أن يفعله لمصلحتك. افرح في الربِّ رغم كلِّ شيء.

الشَّيء الصَّحيح الذي ينبغي عمله هو الانتباه لما يتحدَّث به الله القديرُ إلى قلبك لأنّه هكذا يتمُّ تنفيذ الخطة الإلهية في حياتك. عندما تطيع أمرًا، وإن كان بسيطًا، فإنّك تضع قوّة الله في العمل لصالحِك. لا تدع الشَّكوى تهيمن عليك ولكن اسمح للربِّ أن يفرح بك.

لا يهمَّ إن كان الله قد كشفَ لك شيئاً كبيراً وجادّاً وصعب التّحقق على ما يبدو. عندما يمنحك خدمة، فقد أعدَّك بالفعل ومنحك الوسائل الّلازمة للقيام بالمهمّة. ثِق، تقدَّم إلى الأمام ولا تنظر إلى حجم التَّحدي، بل إلى المكافأة. الله أمينٌ للوفاء بما وعدَ به (العدد 23: 19).

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز