رسالة اليوم

13/02/2020 - إلهُ الوِفرة

-

-

 

وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ. (2كورنثوس8:9)

 

 

لقد ابتُليَت الكنيسة بعقائد خاطئة! إحداها له علاقة بموضوع الازدهار. هذه الكذبة أثارها أشخاصٌ يعانون من مشاكلٍ شخصية. أناسٌ يقودون الآخرين إلى التفكير والتصرُّف بنفس طريقة تفكيرهم؛ البعض منهم مثلاً، لا يشجّع على الزواج. فيا للغباء عندما تقنعُ شخصًا بعدم الزَّواج وألَّا يسعى لتحقيق حياة زوجية سعيدة، والتي صمّم بهجتها الربُّ ذاته.

 

عندما كنتُ يافعاً، سمِعت أشخاصاً ينتقدون الرَّخاء. وبدأت أكره الأغنياء لأنني كنت فقيرًا، وحسب فهمي المُلتوي، اِعتقدت أنّه إذا إزدهر شخصٌ ما فسوف يذهب إلى الجحيم. لذلك كنت سعيدًا بوضعي البائس. ولكن في يومٍ من الأيام، عندما قرأتُ رسالة للواعظ ( ت.ل. أوزبورن) عن الغنى، شعرتُ بالصَّدمة لأنّه من خلال اقتباسٍ من سفر ( الجامعة ٥: ١٩)، أثبت أنَّ الثروة هي عطية من الله. لم أهتمّ أبداً بهذه الآية. ومع ذلك فهمت هذه الحقيقة عندما قرأتُ أنَّ الله القدير يعطي ثروة ورخاء وقوَّة لبعض النّاس ليأكلوا منه، وليحصلوا على ميراثِهم ويفرحوا في عملِهم. على الفور، صلَّيت طلباً لمغفرة الربِّ وأعلنتُ قبولي لهذه العطية.

 

التعاليم الخاطئة تقيِّد الكثيرين في شباك العدوِّ. الآن، من المفترض أن تُعطى إحتياجاتنا بالكامل! لم يعِش الآباء في فقرٍ مدقعٍ في الماضي، ولكن كأشخاصٍ أعطاهم الربُّ أكثر وأكثر. لذلك يجب أن يكون حصادنا مثل إسحاق الذي زرع الأرضَ وحصد مائة ضعف (سفر التكوين 26: 12-14). يجب ألا نسمح للشَّيطان بسرقة بركتنا المُعطاة من الآب، لنجعلَ الكنيسة تتوسَّل لإتمام أعمالِ صيانتها.

 

 

لا ينبغي أن يكونَ أولادُ الله مكتفين في كلِّ شيءٍ فحسب، بل يجب أن يكون لديهم وفرة في كلِّ عملٍ جيد. عندما أمرهم الربُّ ببناء الهيكل في البريّة، أمرهم باستخدام الأفضل حتى في الزَّخرفه (خروج25: 9-1). أراد أن يكون بيته جميلًا ومريحًا. اليوم لا يفعل شيئًا مختلفًا؛ بالنِّهاية لا يُنقِصُ الربُّ في شيء، بل يُعطي بوفرة. لذلك، لا تفكِّر بطريقة محدودة جدّاً. بل كخدَّام للذي رصفَ شوارع مدينته بالذَّهب (رؤيا 21: 18)، لماذا لا نصدِّق أنّه سيُعطينا موارد جيّدة لتحقيق غرضه؟ إرادة الآبِ هي أن نمتلك الكثير.

 

كلُّ شيء يبدأ بالطّاعة. تلك الوصيّة التي قد تعتبرها قليلة الأهمية، تمنعك من الحصول على الوعود الإلهية إذا لم يتمّ الوفاءُ بها. كلمته لا ترجع إليه فارغة، بل تعمل ما أرسِلت من أجله (إشعياء 55: 11). لذلك ينبغي طاعة قوله، وإلَّا فلن تتحقّق وعوده لك. من يخدم الربَّ بناءً على كلمتهِ لا يفتقر إلى القوَّة لإتمام مشيئتهِ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز