رسالة اليوم

12/02/2020 - الطريقة الصَّحيحة للعيش

-

-

 

 

اِقْبَلُونَا. لَمْ نَظْلِمْ أَحَدًا. لَمْ نُفْسِدْ أَحَدًا. لَمْ نَطْمَعْ فِي أَحَدٍ. (2كور2:7)

 

تعلِّمنا كلمة الله أن نعيشَ بطريقةٍ لا نتكلَّف فيها أيَّ خسارة في يوم الدّينونة. أعني بذلك: دونَ أن نظلِم أحداً، أو الإساءة لأيِّ شخصٍ أو السَّعي لتحقيق مصالِحنا الشَّخصية. بالحقيقة جميع أعمالنا تُسَجَّل- سواء كانت جيدة أو سيّئة- بشكلٍ يومي. تمامًا كما حُفظِت الصَّدقات التي قدَّمها كرنيليوس، قائد المِئة، في ذاكرة الله (أعمال الرسل ١٠: ١-٢)، كلُّ ما تفعله مُسجَّل أيضًا- ومن الأفضل أن تكون سِجلَّاتك جيدة فقط في كتاب الحياة!

 

في قائمة الأشياء الثّلاثة التي يقولُ بولس إنّه لم يفعلها، يوجد الفعلُ يخطئ، وهو يعني التعامل بغير حقّ أو بشكلٍ ضارّ. كأبناءٍ للعليّ، لا يجب أن نخطئ تجاه أحدٍ كما لو كان نور الله ليس فينا. في مجال الأعمال، من الأفضل أن لا نربح إذا كان الشَّخص الذي نتفاوض معه ليس على درايةٍ بالمعاملة التي يقوم بها.

 

الأمر نفسه ينطبق على الإغراءات. لا تتصرَّف أبدًا بدافع الجسَد ولا تدخل في علاقةٍ مع شخص آخر سوى شريك الحياة. من الأفضل أن تقطع يدك إذا أخطأت وأن تقلع عينك إذا قادتك إلى النّظر بشهوةٍ (مرقس 9: 43-47). على الرُّغم من أنَّ هذا المقطع مجازي، إلّا أنه يوضِّح لنا وجوب طلب البرّ.

 

لا تدع نفسَك تتلوث بالجَشع، الأمرُ الذي يؤدي بك، من بين أمورٍ أخرى، إلى أن تطمع بخادمِ صاحب عملٍ آخر. لا تستسلم لدوافع العاطفة ولا تطمع بشريك شخصٍ آخر، ظانّاً أنك مع ذلك الشَّخص سوف تحقق نفسك. لا يوجد شيء كهذا "فالله لا يكتب مستقيماً بخطوطٍ ملتوية". هذه الرّغبة، التي تسيطر على قلوب بعض الناس تأتي من العدوِّ، مصدر كلِّ خطيئة.

 

 

تقول إحدى وصايا الله: لاَ تَشْتَهِ (خروج 20: 17). وبالتالي، إذا هاجمتك الرِّغبة لتشويشِ شخصٍ ما، فقم بإزالتها فورًا. لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ (2أخبار الأيام16: 9ب). إحذر من سجِّلّ الأفعال الشِّريرة، لأنه إذا تمَّ تسجيل اسمك فيه، فسوف تتعرَّض لأضرارٍ كبيرة وقد تخسر إلى الأبد.

 

لا تستغل أحداً أيضاً. كلُّ ما تستفع به إن كان آتٍ من الآب فهذا حسنٌ. أما إذا جاء من العالم الفاسد والرأسمالي الذي نعيش فيه، فيمكن أن يكون ذلك بمثابة فخٍّ من الشَّيطان في بعض الأحيان. لذلك لا تطمع في وظيفةِ أو منصبِ شخصٍ ما، بل عليك الالتزام بما يمنحك إيّاه الربُّ.

 

للاسف، حتى في عمل الله، يوجد أشخاصٌ يقدِّمون أنفسهم للشَّيطان ونتيجة لذلك، يتعيَّن على الكنيسة أن تدفع مبالغ مالية أكبر للبرامج التلفزيونية والإذاعية والملكية العقارية وما إلى ذلك. الآن إذا كان العملُ للربّ، فسيقدّم لنا ما نحتاج إليه! لذلك، لا تسعى مطلقًا لأجل مصلحتك الخاصة، بل لفعلِ إرادة الله فقط، لأنَّ الباب ضيِّق (متى ٧: 13).

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز