رسالة اليوم

10/02/2020 - مثالُ يسوع

-

-

 

وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب. (متى23:4)

 

لا يوجد شيءٌ أفضل من التَّعلم من شخصٍ يُتقن عمله. المدارس الجيّدة لا توظّف أيّاً كان كمدرِّس فيها، ولكن فقط الذين لديهم دراية حقيقية. خالق الكلّ، الكائن الكليّ العِلم، الذي لا قياسَ أو مدى لحكمتهِ، لن يُرسل لنا معلِّماً إذا لم يكن الأفضل ليعلَّمنا كلَّ شيء.

 

ذاتَ يومٍ، قالَ يسوعُ إنّه القدوة لنا، كما فعل، كذلك علينا أن نفعل، لكن بالنِّسبة للكثيرين، هذا الإعلان ليس له أهمية على الإطلاق، لذلك هم يعيشون في معاناةٍ وفشلٍ، والأسوأ من ذلك، لا يستيقظوا ليروا أنَّ قراراتهم كانت سبباً لكلِّ ما فعله الشَّيطان في حياتهم. قالَ المسيحُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي النَّهَارِ لاَ يَعْثُرُ لأَنَّهُ يَنْظُرُ نُورَ هذَا الْعَالَمِ (يوحنا9:11).

 

خرجَ يسوعُ ليكرز بالإنجيل دون أن يمتنعَ عن فعلِ الخير، فهذا هو سببُ مجيئهِ. سارَ على تلك الطرق الترابية وسط الاشرار، واجه نفسَ المشاكل التي يواجهها الآخرون. لكنه كان يغيِّر النّاس في كلِّ خطوةٍ قام بها، والعالم أصبحَ أفضل بسبب تعاليمهِ، حيث تخلَّى كثيرون عن الخطيئة وأُعلِن مجدُ الله.

 

في يوم الدَّينونة، لن يكون لدينا أيّ عذرٍ للأشياء التي لا نقوم بها. نحن نرتدي ملابسَ رائعة ولدينا منازل فاخرة، في حين ينبغي أن نهتمَّ بتنفيذ الأعمال الصَّالحة والسَّير في النّور. يجب ألَّا نتعلّم من الذين لديهم معرفة دنيوية، ولكن من سيِّد الأسياد. من يفعل مشيئة الله يشعر بالرِّضا الحقيقي.

 

نحن مُحاطون بأشخاصٍ يرغبون في فِعل إرادتهم فقط. أولئك الذين يخدمون الربَّ حقاً يجب ألا يشعروا بالغيرة عندما يسمعون أنَّ الآخرين قد حققوا النَّجاح! من خلال كوننا خدّاماً، يجب أن يكون هدفنا النِّهائي إرضاءُ الربِّ. أولئك الجَشعون يريدون تحقيق النَّجاح بأيِّ ثمن، حتى على حساب النّاس البُسطاء. لا تحسد الذين ينجحون بفعل الشَّر. إنّهم يَضعون مثالاً سيِّئاً.

 

لقد أتى يسوعُ ليعلِّم ويعظ ويستخدم قوَّة الله. فلا توجد استراتيجية أخرى أفضل من هذه للقيام بعملِ الله. يحتاج النّاس إلى تعلّم الحقّ ليدركوا ما هو للربِّ أو للإنسان أو للشَّيطان. وهكذا يجب علينا أن نبشِّر بالأخبار السَّارة ونستخدم قوَّة العليّ، الذي لا ُيمكن يُستبدل بأيّ ثمن.

 

لا تتوصّل إلى خطة أخرى، ولا تقبل أيَّ اقتراح بوجود وسيلة أخرى للقيام بعملِ الله. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا (يوحنا6،3 ؛63،6). اتبع مثال ابن الله كي يتمَّ عمله حقًاً!

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز