رسالة اليوم

09/02/2020 - لماذا تفتقر مدننا إلى الفرح؟

-

-

 

فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ. (أعمال8:8)

 

 

نحن مسؤولون عن انعدام الفرح في مدننا. لذلك يبحث النَّاس عن السَّعادة في أشياء خاطئة. كرنفال ريو دي جانيرو على سبيل المثال، أخرج 5 ملايين شخصٍ إلى الشّوارع، ولكن بعد الحفلة، ماذا بقي لهم؟ تقود جهاتٌ أخرى الناسَ أيضًا إلى تبديد المال والوقت والطاقة في البحث عن شيءٍ لن يجلب لهم فرحًا حقيقيًا. نحن المسيحيّون نعرف ماهيّة الفرح الحقيقي، لكنّنا لا نفعل شيئًا لهؤلاء الناس.

 

منذ بداية خدمة يسوع على الأرض، كان فيليبس معه، وعلى الرُّغم أنه لم يتمَّ اختياره ليكون واحدًا من تلاميذ يسوع الاثني عشر، إلَّا أنّه قام بعمل الله، حيث أتى بالحلِّ إلى السّامريين بواسطة الرُّوح القدس. فعندما وصل إلى هناك، بشّر بإنجيل المسيح للتوِّ واستمع إليه كثير من النّاس، لأنَّهم رأوا أن لديه قوَّة من الله.

 

يجب ألا نحكم على الذين لا يعرفون الحق ويعيشون حياة شرِّيرة، لأّنهم لا يملكون النّور، وفي كثيرٍ من الأحيان، نعزل أنفسنا بدلاً من إظهار إنجيل ملكوت السَّموات لهم. إن افتقارنا إلى الشَّجاعة والخوف من المعاناة يجعلنا نصمت. ومع ذلك، نحن مسؤولون عن العديد من الأخطاء التي ارتكبها هؤلاء النّاس والمعاناة التي حدثت لهم أيضاً.

 

عندما دخلَ يسوع المجمع في كفرناحوم، رأى أنَّ الكثير من الفرّيسيين والكتبة يراقبونه بغية إتهامه أنه يشفي في السَّبت؛ لكنّه لم يسمح للخوف بتغيير خِططه. لقد رأى على الفور رجلاً ذو يدٍ يابسة وأمره أن ينهضَ. وبينما كان يسوع مُحاطًا بأشخاصٍ يبحثون عن تهمة ضدَّه، أخبر الرَّجل أن  يمدَّ يده، وشفاه فعادت صحيحة تمامًا مثل اليد الآخرى (لوقا 6.6- 11).

 

في بعض الأحيان، ما نفتقر إليه هو الشجاعة والرِّغبة في التّخلي عن الأشياء المادية، وليس القدرة على القيام بعمل الله. نحن كائنات بشرية، نفكر دائمًا في عطلتنا القادمة، السَّيارة الجديدة أو المنزل الذي سنقوم بشرائه، بينما يجب أن نركز على عملِ الله. وبينما نحن ملتزمون الصَّمت، فإنَّ الأرواح الشِّريرة تتصرَّف وتأخذ الكثير من الناس إلى الجحيم. يجب أن نعطي الغذاء للذين يعانون من الجوع من أجل العدالة.

 

سيطر الشَّيطان على السّامريين لفترة طويلة، وقد رفضوا استقبال يسوعً قبل وصول فيليبس إلى هناك بفترة قليلة. لكن هذا لم يمنع فيليبس من طاعة وصيّة الله. بالنِّسبة للذين ينتمون إلى الله، لا يوجد عائقٌ، ولا حتى الجوع أو الإزعاج أو الاضطهاد. لذلك لا تخف ولا ترتعب لأنَّ الربَّ الهك معك أينما تذهب (يشوع9:1).

 

افعل شيئًا من أجل الذين ضلّوا كما فعل فيليبس، بعد أن تعلم من يسوع نفسه الرِّسالة المُراد نقلها والطريقة الصَّحيحة للقيام بذلك. لقد بشَّر بالخبر السَّار (الحلّ) واستمع إليه كثير من النّاس، لأنّهم رأوا تحرير المقيَّدين وشفاء المرضى (أعمال7:8)، وكان هناك فرحٌ كبيرٌ في تلك المدينة.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز