رسالة اليوم

08/02/2020 - تلبية هذه المتطلّبات

-

-

 

افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ. (مزمور11:32)

 

 

لقد كُشِف اثنين من المتطلَّبات في هذا المزمور لداود فيما يتعلّق بأبناء الربِّ: يجب أن يكونوا صالِحين ومستقيمين في قلوبهم. ورغم ذلك، ليسَ كلُّ من يشارك في عملِ الله يمتلك هذه المتطلبات. يدَّعي الكثيرون أنّهم قد نالوا الخلاصَ، لكنَّهم مازالوا يعانون من مشكلاتٍ كثيرة، وليسوا فرحينَ في الربِّ، ولا يعيشون حياة وفيرة، وغير ممتلئين بالرُّوح القدس. إنّهم بحاجة إلى فحصِ أنفسِهم، لأنَّهم ليسوا من الصَّالحين غالباً أو من مستقيمي القلوب.

 

الصَّالحون يفعلون ما يوصيهم به العليُّ من خلالِ كلمتهِ. لا يتوانى الرُّوح القدس في مهمّته أبداً، فيسوع لم يأخذ استراحةً أثناء خدمته قط وأثناء قيامه بدور المُعزّي. يكشفُ الرُّوح القدس عن إرادة الله في كلِّ لحظة من خلالِ كلمته، وأولئك الذين يسيرون في طريق الله ويطيعونه يُطلق عليهم اسم الصَّالحين ومستقيمي القلوب.

 

لا يسمح مستقيمي القلوب لأيِّ شيءٍ من الشَّيطان أن يستقرَّ في حياتهم. إذا ارتكبوا خطأً! يطلبون الشَّخص الذي أخطأوا بحقِّهِ سريعاً كي يصحِّحوا الامرَ معه. لأنك إذا بقيتَ صامتاً فإنك تحاول إخفاء خطيتك، وهكذا تُعطي العدوَّ صلاحية التصرُّف في هذا المجال من حياتِك. في الواقع، أنت تسمح للشَّيطان بدخول جميع مجالات حياتك التي تُخفي فيها خطأً ما. لذلك، اتَّخذ موقفًا اليوم ولا تسمح للشَّيطان أن يتداخل في شؤونك.

 

إذا كانت حياتك تفتقر إلى الفرحِ، فذلك لأنَّ الله ليس حاضرًا فيها؛ فإذا كنت لستَ فرِحاً في الربِّ، فأنت لستَ بخيرٍ روحياً. سيقترح العدوُّ عليكَ أشياءً أخرى بالتاكيد لتحلَّ محلَّ الله في حياتك لتكونَ راضيًا. يعتقدُ بعضُ النّاس أنَّ سرورهم الأكبر هو العيشُ بالقرب من عائلاتِهم، بينما يعتقد آخرون أنَّ السَّفَر هو أفضلُ شيءٍ. بعضُ الناس يرغبون في تجميع الثّروة، في حين أن البعضَ الآخر يَسعد في أفكارٍ شهوانيةٍ. حذاري! لا تسمح لشيءٍ آتٍ من الشَّيطان أن يمتلك نفسَك.

 

كلُّ من لا يمتلك فرحَ الربِّ ليس له قوّة ضدَّ قوى الظلام التي تجرِّبه. وعندما يحتاج إلى الدِّفاع عن نفسه مثلا، ضدَّ هجومٍ على حياته أو على حياة أحد محبوبيه، سيكون عاجزًا أمام أضعفِ شيطانٍ. قد يُصلِّي ويصرخ للربِّ، وقد يصلِّي من أجله خادمٌ مكرَّسٌ للربِّ، ومع ذلك لن يكون قادرًا على التخلّص من الشَّيطان.

 

عندما يكون يسوعُ حاضراً في حياتك مانحاً إيَّاك الإيمان، ستكون سعيدًا في الربِّ. يعلن الكتابُ المقدَّس أنَّ فرح الربِّ هي قوَّتنا (نحميا10:8 ب). فإذا أردتَ أن تكون قويًا في الصّلاة، كُن سعيدًا في الربِّ. عندما تتصرَّف بهذا الشَّكل، سوف تمتلئ روحك بالقوَّة وستتحرَّر من المعاناة والاكتئاب الرُّوحي.

 

يقول ناظمُ المزمور أكثر من ذلك: لا يجب أن يكون البارُ والمستقيم فرِحاً في الربِّ فحسب، بل مبتهجاً به أيضًا. لا يمكن أن يكون ذلك المسيحيُّ الذي يعيش في عزلةٍ وتذمّرٍ باستمرار، مهيَّئا للأبدية؛ بالنِّهاية، لا يُمكننا إلَّا أن نخدم الربَّ بكلِّ سرورٍ (مزمور2:100). ماذا سيحدث له بعد ذلك؟

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز