رسالة اليوم

06/02/2020 - أعطاها يسوعُ أكثر

-

-

 

فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ». (مرقس34:5)

 

يمكن الحصول على دروسٍ قيِّمة من قصَّة هذه المرأة. لمدّة اثني عشر عاماً، وهي تطلبُ العلاج لمرضِها دون فائدة. لقد أُحبِطت وأنفقت كلَّ الأموال التي كانت تمتلكها، لكن بعد ذلك سمِعت عن يسوع، الذي كان يشفي المرضى مجانًا. لذلك شعرت بما يجب عليها فِعله كي تحصلَ على الشِّفاء. أنت أيضًا يجب أن تستمع إلى الرُّوح القدس عندما يخبرك بما يجب عليك فعله، حتى لو كنت متشككًا في أهميته.

كان قلبُ تلك المرأة ممتلئًا بالأمل عندما سمِعت عن قوَّة يسوع لاستعادة صِحّتها ونجاتِها من آلامِها. لقد فهِمت أنّه ليس من الضَّروري طلب البركة. على الرُّغم من أنَّ مرضَها غير قابل للشِّفاء، فقد عرفت في قلبها أنَّ النَّصر سيكون لها. لذلك شعرت أنّها يجب أن تلمسَ هدبَ يسوع لتنال الشِّفاء.

من الضَّروري ألَّا نحتقر إرشادَ الله أبداً. على الرُّغم أنه لم يكن سهلاً جدًا الاقتراب من يسوع، لكنّها لم تستسلم؛ اقتربت من مجموعةٍ من النّاس الذين كانوا يتبعون يسوع، وفي أسرعِ وقت مُمكن، لمستْ ثيابه. شعرتْ على الفور أنّها شُفيَت من آلامِها. أتمنّى لو كنتُ هناك لرؤية تعبيرات وجهِها المبتهج عندما لمسَت يسوع!

ثم حصلتْ على أربعٍ من أعظم البركات، كما قال لها يسوعُ: يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ. أولاً، أسماها "ابنة". هذه هو اللّقب الأكثر كرًامة الذي يُمكن للمرء أن يتمتّع به: أن يُطلق عليه اسم: ابنٍ لله. عندما أعطاها يسوع هذه الّتسمية، منحَها جميع الحقوق والبركات التي هي تحتَ تصرُّف جميع الذين تمَّ قبولهم في عائلة الله.

لو كانت قد اِعتبرت تعليمات يسوع ذو قيمةٍ قليلة عندما لمسَته، لَما حدثَ شيءٌ. ولعلَّ هذا هو سبب إصرار يسوع، وشهِدت؛ خلاف ذلك، كانت قد تلقّت الشِّفاء من آلامها فقط. يُعلن الكتاب المقدّس أنَّ من كان أمينًا في القليل سيكون له سلطانٌ على الأكثر (لوقا17:19). أولئك الذين يتبعون تعليمات الله سيُذهلون لِما سيحصلون عليه من الله.

عرف يسوعُ أنَّ بإمكانه إعلان تلك البركات الأربع، لأنَّ المرأة لن تزدري بهم. كُنْ مخلِصاً لِما أوكِلَ إليك وسترى أنَّ الله لديه المزيدَ من البركات التي يذخرها لك (متى 25: 14 ، 23). ستكون فقط بداية دورة النِّعم التي لا نهاية لها. من ناحيةٍ أخرى، إذا لم تكن أمينًا في القليل، فلن تتمتع بالسُّلطان على أشياءٍ كثيرة مطلقًا.

تمسَّك بما قاله الله لك، وسيمنحك نعمةً أكبر. بعد أن تصبح إبناً لله وتُخلص، ستتلقى إعلانًا بأن تذهب بسلام (وسيُحظّر على الشَّياطين الإساءة لك) وستضمن عدم عودة آلامِك مجدّداً. كلُّ تلك البركات التي حصلتْ عليها المرأة كانت بسبب طاعتِها.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز