رسالة اليوم

04/02/2020 - القوّة وعملُ البشارة

-

-

 

فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ. (أعمال5:8)

 

لن يكون أحدٌ خادماً في العهدِ الجديد دون أن يختبرَ الولادة الجديدة، بما في ذلك مغفرة الخطايا ومعمودية الماء ومعمودية الرُّوح القدس. اجتاز فيلبّس في كلِّ مرحلةٍ حتى وصلَ إلى مكانة خادم الإنجيل. يجب أن نتبع نفسَ المَسار. بالنتيجة، إذا لم يتمَّ العملُ بطريقةٍ كاملة، فلن يُقبَل من الربِّ (وسيُخيّب الربُّ رجاء الذين يمشون في طرقٍ أخرى في اليوم الأخير).

 

يجب على كلِّ شخصٍ أن يقدِّم نفسه مزكىً لله (2 تيموثاوس15:2). فالذي اختبرَ الخلاص يُدرك أنّه قد نالَ لمسةً من الله، لذلك اتَّخذ قرارًا بتسليم حياته ليسوع. ثمَّ اعتمد في الماء وخُتِم بالرُّوح القدس. وعلى الرُّغم أنّه مرَّ بجميع هذه المراحل، إلّا أنَّ التجربة مازالت موجودة، ولكنَّ الذي يرضي الربّ (وليس الوقوع في التجربة) عليه أن يسعى باستمرار إلى طلبِ حضوره.

 

عندما تشتَّت المسيحيّون من أورشليم ما عدا الرُّسل، بسبب الاضطهاد، شعر فيليبّس أنه يجب أن يذهب إلى مدينة السّامرة لمساعدة النّاس على اختبار نفس الأشياء التي عاشَها. كان يعتقد أنّ ما حدث له كان معاملة إلهيّة أعدَّته بشكلٍ أفضل لخدمة الربّ. لذلك، خاطب السَّامريين وبشَّرهم بالإنجيل بكلِّ صدقٍ وحكمةٍ.

 

أراد فيليبّس، كخادمٍ أمينٍ لله، أن يجد الحلَّ لمشاكل هؤلاء الأشخاص. وعلى كلِّ مسيحيٍّ أن يتصرَّف بنفس الطريقة تجاه الذين ضلّوا. أولئك الذين لا يفعلون شيئاً من أجل ذوو القلب المكسور يعيشون في أنانيةٍ، دون الاهتمام بالذين لم يولدوا من جديدٍ. لكنَّ الذين خلَصوا حقًا يعلمون أنّ الوعظ بالإنجيل هو العمل الذي يُرضي أبينا أكثر.

 

عندما أعلن فيليبّس الخبرَ السّار، نال النّاس إيمانًا حقيقيًا بابن الله، وتمّ إنقاذهم من الشّياطين. الآن بعد أن أصبح السّامريون أبناء الربّ، لم يَعد بإمكان الشَّيطان أن يستعبدهم. لم يعودوا عبيداً للخطيئة ويُمكنهم الاستمتاع ببركاتِ الله. ونتيجة لذلك، فإنَّ المصابين بالشّلل والمكفوفين قد شُفيوا وجميع الذين يعانون من مشاكلٍ بدت غير قابلة للحلِّ. هذا هو الإنجيل عندما يعمل.

 

كان السِّر في التّحدث إلى السّامريين حول الأمور المتعلقة بملكوت الله. لذلك قالَ يسوعُ أنه عندما يأتي ملكوت أبيه، فإنَّ تحرير الذين يمتلكهم الشّيطان يكون تلقائيًا، لأنَّ كلَّ شرٍّ سيخرج. عرف فيليبُّس أنَّ الحديث غير الجاد لن يُنقذ أحداً من قوى الظلام. لهذا تحدّث عن اسم يسوع المجيد، حيث تكمن معونتنا (مزمور8:124). لقد تمَّ العملُ، والنَّجاح مضمونٌ.

 

الهدف من تقديم الانجيل لا يتغير أبداً. لذلك يجب ألا نُخدع من قِبل أشخاصٍ يزعمون أنّهم "مستنيرون"، ويدَّعون أنّ الطريقة الصَّحيحة للقيام بعمل الله اليوم تختلف عن تلك التي كانت في الماضي. هذه حماقة واضحة. بالنِّهاية أُمرَنا الربُّ بتعليم نفس الأشياء التي علَّمها هو. أيُّ شيء مختلف يأتي من الشَّيطان.

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز