رسالة اليوم

01/02/2020 - الله يفتدينا

-

-

   

لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ (متى46:5)

 

 

يزرعُ الفلّاح ليجني أكثر ممّا زرع. لهذا يختار الفلاح الحكيم أفضل البذور، ويزرع في الموسم المناسب ويقضي على الأوبئة، وإلّا فلن يجني ما يمكن أن توفّره التربة. في بعض الأحيان يمكن أن تحصل خسارة. لكنّ الزراعة تشبه أيّ علم آخر. لا يهمَّ إذا كانت المعرفة تجريبية أو علمية- كلُّ شيء يجب أن يتم بحكمةٍ.

 

إرادة الله أبينا هي أن نُبقي أعيننا على المكافأة، فهو يتحدّث عن المكافأة التي سنتلقاها في اليوم الأخير. تقول كلمة الله: إِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا. (غلاطية7:6). لهذا يجب أن تزرع بذار الله، والتي لن تؤذي أحداً؛ بل ستكشف عن النوايا الشّريرة للشَّخص الشِّرير فقط. تذكر أنك ستتلقى مكافأتك وفقًا لما زرعتَ.

 

هناك حكمة عظيمة في كلمة الله، التي تطلب منّا أن نحبَّ أعداءَنا (لوقا35:6). فالله يعلم أنّ الشَّيطان يجرّبنا، لذلك يعلّمنا دائماً. عندما نحبُّ بعض النّاس، يصبحون أفضل أصدقائنا ولن يستخدمهم الشَّيطان فيما بعد. بالنِّهاية، لا يريد الربُّ للشَّيطانِ أن يستخدم أيّاً منّا - لقد خلَقنا على صورته ومثاله- ليس ليستخدمنا الشّيطان.

 

يجب ألا نُقلِّد الخطاة الذين يتبنّون الفلسفة التالية: أحبّوا أصدقاءكم واِكرهوا أعداءكم. الله يريد أن ينقذ الذين ضلّوا. فهو يتبع الخراف الضّالة ويعطينا روحه القدّوس. لذلك سنعثر على الخراف المفقودة ونعيدها. ولكن إذا كنّا، كأولادٍ لله، نرفض التصرّف وفقًا لِما علَّمنا إيّاه، فهل يُمكننا اعتبار أنفسنا أبناء له حقاً؟

 

الحقيقة هي أنَّ العليّ لا يمنحنا مكافأة على القيام بما هو سهل. فمن السَّهل محبة الصّديق، لكنَّ المجيء أمام الربِّ والتّضرع لأجل شخصٍ أخطأ إلينا وكرهنا أمرٌ صعبٌ. إذا أحببنا هذا الشّخص، فسنحصل على مكافأة كبيرة في اليوم الأخير. يجب أن يحدث ذلك من خلال وحي الكلمة، وإذا أطعنا الربَّ، ستأتي مكافأتنا، وستكون عظيمة.

 

حتى لو كان الأمر من أجل الله فقط، أحبب الذين يكرهونك؛ وبهذه الطريقة تتمِّم إرادة الآب، وهي أن نعيش جميعًا في سلام معاً، كإخوة وأخوات. المحبّة تقهر الموت، الذي هو طبيعة الشّيطان. سننال بركة دائمًا عندما نحبُّ شخصًا أساء معاملتنا أو تمنى لنا الشَّر.

 

إضافة لذلك، مهما كان الخير الذي تفعله من أجل الربِّ الإله، حتى لو كان شيئًا صغيرًا، فسوف تحصل على مكافأتك في السّماء. كأبٍ لنا، يريد أن يرانا متحرِّرين من أيّ تأثير للشّيطان. هذا هو السّبب في أننا، يا فعلة الربِّ، يجب أن نكون أدواتٍ بين يديه، حتى يستخدمنا لإنجاز مهمّته. وسنحصل على مكافأة كبيرة!

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز