رسالة اليوم

26/01/2020 - جذرُ مشاكلِك الخاصّة

-

-

 

فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ (كولوسي5:3).

 

يحزنُ بعضُ المسيحيين لأنَّهم غير قادرين على السَّير في طريقِ البرِّ دائماً. فهم يريدون إرضاءَ الربِّ، والعيشَ بمقتضى نعمتِه، لكنهم مغلوبون من أفكارٍ شرِّيرةٍ ورغباتٍ خاطئةٍ. يظنُّ بعضُهم بوجوبِ إعادة المعمودية مرَّة أخرى أو أن يقبلوا يسوع ثانيةً. لكن هذا ليس ما تقوله الكلمة. فالكلمة تخبرنا أن نُميت رغباتِنا الجَسدية.

 

فعلى الرُّغم من قبولِنا الخلاصَ، لكن ما زالت لدينا طبيعةٌ دنيوية، تُفسِد بما نراه وما نسمعه، أو عندما ننظر إلى أفعالِ الآخرين. وإذا لم تُخضِع طبيعتك الدّنيوية للموت، فسوف تقضي حياتك في إرتكاب الخطيئة، ثم التّوبة، تقدِّم وعداً لله بعدم السُّقوط مرَّة أخرى، لكنّك تستسلِم مجدّدًا. يأمرنا اللهُ أن نميتَ أعضاءَنا ونُخضِع طبيعتنا الأرضيّة للموت.

 

إنَّ الشَّخص الذي لا يعرف كلمة الله، عندما يسمعُ أنَّ مسيحيًا قد جُرِّب بالزِّنى، سيعتبرهُ خاطئًا يجب تجنّبه. ومن المرجّح أن يكون هذا الشَّخص يعاني من نفسِ المشكلة. الحقيقة هي: على الرُّغم من نوالِنا الخلاصَ وقبولنا دمَّ المسيحِ الذي يُطهرنا، لكن ما زال علينا محاربة الشَّر. فالذين يفشلون في خوضِ معركة القداسة لا ينتصرون ولا يرضون الربَّ.

 

ما زالت النَّجاسة تسيطر على الكثير من الناس! وفي أعماقهم يخفونَ أفكاراً نجِسة، لكنَّهم لا يعترفون بذلك. بعضُ النّاس لا يجرؤون على وضع هذه الأفكار موضعَ التنفيذ، أمّا البعضُ الآخر فيفعل ذلك. علَّمنا يسوعُ أنّ الإنسانَ يرتكبُ الخطيئة بالنّظر. ويمكننا أن نخطئ من خلالِ الأفكار والرَّغبات الشِّريرة أيضاً.

 

على سبيلِ المثال: العاطفة المذكورة في الآيةِ أعلاه، هذا الشُّعور الذي يَستحوِذ على بعضِ النَّاس الذين يعيشون لرغباتهم الجَسدية. فالذي يهتمّون به هو البقاء في السَّرير مع الشَّريكِ طوالَ الوقت. يؤخذون بهذه المتعة المشروعة وينتهي المطافُ بهم إلى العيش حصريًا لهذا الجانب من الحياة الزَّوجية. ثمَّ بمرورِ الوقت، يسئمون من التواجد مع نفسِ الشَّخص دائماً، فيبحثون عن أناسٍ آخرين وبالتالي يُصبحون زناةً.

 

يذكر بولسُ عبادة الأصنام أيضاً، فمن الواضحِ أنَّ الشُّعور بالرِّغبة الجنسية تجاه نصفك الآخر هو أمرٌ جيّد. لكن عندما تكون هذه الرَّغبات شرِّيرة وآتية من الشَّيطان، فيجب القضاء عليها تمامًا في قلبك. يجب على الشخص الذي ينتمي إلى المسيح أن يتعلَّم كيف يمتلك آنيته الخاصَّة بقداسةٍ وكرامة (1 تسالونيكي4:4) فيجب ألَّا يتصرَّف مثل الذين ضَلّوا.

 

أخيرًا، يقول الرَّسول أيضًا إنَّ الطَّمع (الرِّغبة الشَّديدة في الحصول على الأشياء أو اِمتلاكها، وهو نوع من عبادة الأوثان) يحتاج إلى الإماتة أيضاً من قِبل الذين هم هيكلٌ للرُّوح القدس. الطمعُ أمرٌ شائعٌ في حياة الذين لا يخشون الربَّ، لكن يجب أن نزيله من حياتِنا نحن المسيحيّون، لأنَّنا أبناءٌ محبوبون للآبِ الأبدي.

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز