رسالة اليوم

16/01/2020 - تحدّث مع الربّ

-

-

 

«الآنَ شُدَّ حَقْوَيْكَ كَرَجُل. أَسْأَلُكَ فَتُعْلِمُنِي. (أيوب7:40)

 

 

تُعتبر قصَّة اعتداء الشَّيطان على عائلةِ أيوب، كخادمٍ مُخلصٍ للربِّ، وصِحّته ومُمتلكاته، واحدةً من أكثر القِصَص إثارةً للاهتمامِ في الكتابِ المقدَّس، حيث حصَل العدوِّ على إذنٍ من الله نفسه للقيام بهذا العمل المدمّر (أيوب1). عندما دافع أيوبُ عن اتهامات أصدقائه بأنَّ العقوبة قد حدثت بسبب خطيئتهِ، لم يخطئ إلى الربِّ. لذا يُمكن تعلّم العديد من الدُّروس من خلال قصَّة أيوب، وإحداها أنه لا يجب علينا اتّهامَ الله القدير أبداً.

 

يسألُ الكثيرون لماذا سمحَ اللهُ للشَّيطان بأن يجلب المعاناةَ على أيوب وعائلته. وأيوب نفسه طرحَ ذات السؤال أيضًا، وخلُصَ لاحقًا إلى نتيجةٍ مفادها أنَّ خوفه قد قاد الشّيطان إلى الحصولِ على إذنٍ كي يلمسَ حياته وأفراد أسرته وممتلكاته. فمن المهمّ أن نمتحنَ أنفسنا دائمًا، ونبحث إن وُجدَ فينا خطيئة مثلاً، أو شيءٍ بسيطٍ مثل الشُّعور بأن شيئًا سيئًا سيحدث. يقول الكتاب المقدَّس أنَّ لعنة بلا سببٍ لا تأتي (أمثال26: 2).

 

تحدَّث أيوبُ طويلاً، والله أراد إجراء محادثةٍ معه. فمن أجلِ التحدّث مع الربِّ، يجب عليه إعداد نفسه كإنسانٍ. والله يريد أن يرانا بالغين ناضجين ومسؤولين، وليس كأشخاصٍ يقولون كلماتٍ حمقاء، يتصرّفون بطريقةٍ غير مسؤولةٍ ولا يفعلون ما يقولون أو يقرِّرون. يجب علينا أن نأخذ حياتنا الرّوحية على مَحمل الجدٍّ دائماً، حتى لا نقع في الخطيئة.

 

يفكِّر الناسُ الذين يمكن أن يُطلق عليهم لقبُ "رجالٍ" قبل التحدُّث، ويحترمون قراراتهم ومستعدّون لتوضيح كلِّ شيء. هؤلاء هم المنتصرون، وفي الأبدية سيكونون بجوارِ الربِّ إلى الأبد (رؤية3: 21). أولئك الذين يسمّيهم الربُّ "رجالاً" يأخذون الحقيقة بعين الإعتبار. أمَّا الذين لا يستمعون إلى الحقّ، فيفشلون في فِعل ذلك بسببِ أعمالهم السَّيئة.

 

 

أفضلُ صلاةٍ هي إجراءُ محادثةٍ مع الله. كثيرٌ من النّاس يقولون أشياءً كثيرةً للربِّ ولكن لا يستمعون إلى أيِّ شيءٍ يقوله. عندما تصلِّي، ادخل محضرَ الله واِشعر بما يجب أن تقوله. يمكنك أن تطمئنَّ إلى أنَّ الرُّوح القدس سيقودك في الصَّلاة. إذا بكّتك على خطيئة، اِطلب المغفرة، واتَّخذ القرار في نفسِ الوقت بعدم ارتكابها بعد الآن.

 

لا تختبئ وراءَ الأشجار كما فعلَ آدم، ولا تحاول التقليل من خطيّتك. أجب الربَّ بإخلاصٍ دائماً، بالنِّهاية لن يقولَ شيئا لإدانتِك، بل سيَغفر لك ويُغيّرك. كُن واضحًا ومباشرًا أمامه دائمًا، وانتبه لِما سيقوله ولِما سوف تُجيبُ عليه.

 

السَّبب الذي يجعل الرُّوح القدس يضعُ رغبةً في قلبِك لطلبِ الله هو أنّه يريد تغيير حياتك. لا تخيِّب أملَ الربَّ بسببِ موقفٍ سيّءٍ! كلُّ ما يقوله إلى قلبك يجب طاعته فوراً. إنَّ لحظات الصَّلاة هي فرصٌ متكرِّرة للتخلّص من الخطيئة أو أيّ معاناةٍ أخرى.

 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز